للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم

وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

وقد روينا (١) من وجه صحيح في حديث كعب بن عجرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في كيفية الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ما روينا عن ابن مسعود من قوله اللهم صل على محمد إلى آخره وذكر فيه إبراهيم وآل إبراهيم، وهو وإن لم يذكرفي (٢) بعض طرق هذه الأحاديث فهو داخل فيه كقوله تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (٣) وفرعون داخل فيه مع آله.

وذكر الحليمي رحمه الله في معنى هذا التشبيه أن الله عز وجلّ أخبر أن الملائكة قالت في بيت إبراهيم مخاطبة لسارة: {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} (٤).

وقد علمنا أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - من أهل بيت إبراهيم وكذلك آله كلهم فمعنى قولنا اللهم صل أو بارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت أو باركت على إبراهيم وآل إبراهيم أي أحب دعاء ملائكتك الذين دعوا لال إبراهيم فقالوا: {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} وفي محمد وآل محمد كما أجبته في الموجودين (الذين) كانوا يومئذ من أهل بيت إبراهيم فإنه وآله من أهل بيته أيضًا. وكذلك يختم على هذا الدعاء بان يقول: "إنك حميد مجيد" فإن الملائكة ختمت دعاءها بقولهم "إنك حميد مجيد".

قال الإمام أحمد البيهقي رحمه الله: وقد ذكرنا سائر ما وردفي كيفية الصلاة على نبينا - صلى الله عليه وسلم - في فضل الصلاة والسلام عليه في كتاب "الدعوات" و"السنن" (٥) من أراد الوقوف عليها رجع إليها إن شاء الله تعالى ونحن نذكر ها هنا طرفا منها ترغيبا فيها وبالله التوفيق.

[١٤٥٤] أخبرنا أبو علي الروذباري، أخبرنا أبو بكر بن داسة، حدثنا أبو داود، حدثنا سليمان بن داود العتكي، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن


(١) قد مرّ ذكره قريبا.
(٢) وقد ذكرنا أن الزيادة ثابتة، وإن لم تذكر في بعض الطرق.
(٣) سورة غافر (٤٠/ ٤٦).
(٤) سورة هود (١١/ ٧٣).
(٥) راجع "السنن الكبرى" (٢/ ١٣٦ - ١٥٣).

[١٤٥٤] إسناده: صحيح رجاله ثقات.
• سليمان بن داود العتكي هو أبو الربيع الزهراني، ثقة. مرّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>