ثم قيل: الحكمة في تخصيص الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعم والريح كالتفاحة لأنه يتداوى بقشرها، وهو مفرح بالخاصية، ويسخرج من حبها دهن له منافع. وقيل: إن الجن لا تقرب البيت الذي فيه الأترج، فناسب أن يمثل به القرآن الذي لا تقربه الشياطين. وغلاف حبه أبيض فيناسب قلب المؤمن. وفيها أيضًا من المزايا كبر جرمها وحسن منظرها وتفريح لونها ولين ملمسها. وفي أكلها- مع الالتذاذ- طيب نكهة ودباغ معدة وجودة هضم. ثم قال: وجاء في رواية شعبة: "المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به وهي زيادة مفسرة للمراد وإن التمثيل وقع بالذي يقرأ القرآن ولا يخالف ما اشتمل عليه من أمر ونهي، لا مطلق التلاوة. فإن قيل: لو كان كذلك لكثر التقسيم كان يقال: الذي يقرأ ويعمل، وعكسه، والذي يعمل ولا يقرأ، وعكسه، والأقسام الأربعة ممكنة في غير المنافق. وأما المنافق فليس له إلا قسمان فقط لأنه لا اعتبار بعمله إذا كان نفاقه نفاق كفر، وكان الجواب عن ذلك أن الذي حذف من التمثيل قسمان: الذي يقرأ ولا يعمل، والذي لا يعمل ولا يقرأ. وهما شبيهان بحال المنافق فيمكن تشبيه الأول بالمنافق والثاني بالحنظلة، فاكتفى بذكر المنافق. والقسمان الآخران قد ذكرا. راجع "فتح الباري" (٩/ ٦٦ - ٦٧).
[١٨٢٢] إسناده: صحيح، رجاله ثقات. • أبو داود هو الطيالسي. • وهشام هو الدستواني. • وزرارة هو ابن أوفى العامري. (١) في "التفسير" (٦/ ٨٠) عن آدم عن شعبة. ومن نفس الطريق أخرجه المؤلف في "سننه" (٢/ ٣٩٥). (٢) في صلاة المسافرين (١/ ٥٥٠) عن أبي بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام الدستوائي. =