للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بصَلَاِتكَ} (١) أي بقراءتك (٢) القرآن أو بدعائك (٣) الذي تدعو به إذا فرغت، ثم قال: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} (٤).

كما أمر بالحمد، وأجمعوا على أن الحمد مستحب، فوجب أن يكون التكبير مستحبًّا.

وأيضًا فإن القراءة عبادة تنقسم إلى أبعاض معدودة متفرقة، فكأنه كصيام الشهر وقد أمر الله عزّ وجلّ إذا أكملوا العدة أن يكبروا الله على ما هداهم، فبالقياس على ذلك أن يكبر قارئ إذا أكمل عدة السورة والله أعلم.

قال الحليمي (٥) رحمه الله: وقد يخرج الجواب في التكبير على معنى وهو أن يبتدئ به في سورة الضحى فيكبر عن كل سورة، فإذا قرأ سورة الناس وختم كبر.

قال البيهقي رحمه الله: والأصل فيه ما:


(١) سورة الإسراء (١٧/ ١١٠).
(٢) وجاء في الصحيح عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} نزلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مختف بمكة، كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع المشركون سبوا القرآن ومن أنزله، ومن جاء به. فقال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَلَا تَجْهَرْ بصَلاتِكَ} أي بقراءتك، فيسمع المشركون فيسبوا القرآن {وَلَا تُخَافِت بِهَا} عن أصحابك فلَا تسمعهم.
أخرجه البخاري في التفسير (٥/ ٢٢٨) وفي التوحيد (٨/ ١٩٦، ٢٠٩، ٢١٤) ومسلم في الصلاة (١/ ٣٢٩ رقم ١٤٥).
وأخرجه أيضًا الترمذي في التفسير (٥/ ٣٠٦/ ٣٠٧ رقم ٣١٤٥ - ٣١٤٦) والنسائي في الافتتاح (٢/ ١٧٨) والطبراني في "الكبير" (١٢/ ٥٥ رقم ١٢٤٥٤) وابن جرير في "تفسيره" (١٥/ ١٨٤، ١٨٥) والبيهقي في "سننه" (٢/ ١٨٤، ١٩٥). ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٢/ ٤٤٠) عن سعيد بن جبير مرسلًا.
(٣) فجاء في الصحيح عن عائشة أنها قالت: إن هذه الآية نزلت في الدعاء.
أخرجه البخاري في التفسير (٥/ ٢٢٩) وفي الدعوات (٧/ ١٥١) وفي التوحيد (٨/ ٢٠٩) ومسلم في الصلاة (١/ ٣٢٩ رقم ١٤٦).
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢/ ٤٤٠، ١٠/ ٤٠٤) وابن جرير في "تفسيره" (١٥/ ١٨٣) والبيهقي في "سننه" (٢/ ١٨٣).
(٤) سورة الإسراء (١٧/ ١١١).
(٥) راجع "المنهاج" (٢/ ٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>