للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من ماء، فدعاء بماء، فتوضأ، فأحسن الوضوء، ثم قال: لو لم أسمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير مرة أو مرتين أو ثلاث مرات ما خبرتكموه، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما توضأ عبد فأسبغ الوضوء، ثم قام إلى الصلاة فصلاها إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى"

قال محمد بن كعب: وكنت إذا سمعت حديثا من رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التمسته في القرآن، فالتمست هذا في القرآن فوجدته: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا. لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} (١).

فقلت: إن الله لم يتم نعمته على نبيه حتى غفر له ثم قرأت في سورة المائدة:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} إلى قوله {وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (٢).

فقلت: إن الله لم يتم عليكم النعمة حتى غفر لكم.

قال أبو بكر البيهقي رحمه الله: وهذه الآية تشتمل عل طهارة المحدث والجنب جميعًا وعلى التطهر بالماء، والتراب عند عدم الماء.

[٢٤٧٣] أخبرنا أبو بكر بن فورك، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن حمران بن أبان، أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أتي بالوضوء لصلاة العصر وهو بالمقاعد فقال عثمان: إني قد رأيت أن (٣) أحدثكم بحديث ما أظننى حدثكموه. قال الحكم بن أبي العاص: يا أمير المؤمنين، إنما هو خير نتبعه أو شر نتقيه. قال: أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالمقاعد بالوضوء، قال: "من توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلى فأتم ركوعها وسجودها كفر عنه ما بينه وبين الصلاة الأخرى ما لم يركب مقتلة" يعني ما لم يركب كبيرة.

رواه عاصم (٤) بن بهدلة، عن موسى بن طلحة، عن حمران.


(١) سورة الفتح (٤٨/ ١ - ٢).
(٢) سورة المائدة (٥/ ٦).

[٢٤٧٣] إسناده: رجاله ثقات.
والحديث في "مسند" أبي داود الطيالسي (ص ١٤).
(٣) في الأصلين "إلا" ولعل الصواب ما أثبت.
(٤) أخرجه الطيالسي أيضًا في "مسنده" (ص ١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>