للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال البيهقي (١) رحمه الله تعالى: وروي من وجه آخر ضعيف عن ابن عمر قد أخرجناه في "كتاب البعث والنشور" وذكرنا انضمام هذه الكلمة ما أشرنا إليه من العقائد الخمس، لأن من قال (٢) لا إله إلا الله فقد أثبت الله ونفى غيره فخرج بإثبات ما أثبت من التعطيل وبما ضم إليه من نفي غيره عن التشريك (٣) وأثبت باسم الإله الإبداع والتدبير، ونفى عنه التشبيه لأن أسم الإله لا يجب إلا للمبدع وإذا وقع الاعتراف بالإبداع فقد وقع بالتدبير، لأن الإيجاد تدبير وابقاءه وإحداث الأعراض فيه واعدامه بعد إيجاده تدبير، ولا يجوز أن يكون له من خلقه شبيه لأنه لو كان لوجب أن يجوز عليه من ذلك الوجه ما يجوز على شبيهه، وإذا جاز ذلك عليه لم يستحق اسم الإله كما لا يستحقه (٤) خصمه الذي شبهه به فدل على أن اسم الإله والشبيه لا يجتمعان كما أن اسم الإله ونفي الإبدل لا يأتلفان.

وقد ذكر الحليمي (٥) رحمه اللّه تعالى حديث الأسامي، وضم إليها من الأسامي ما


= الأحاديث وقال: يحدث عن الثقات بالمناكير. "الكامل" (٤/ ١٦٢٦) "الميزان" (٢/ ٥٩٦)، وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" و من طريق الحماني (ص ٣٢٥). وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (٢/ ٤٩٨) من طريق بهلول بن عبيد قال: سمعت سلمة بن كهيل عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره. قال ابن عدي: أحاديثه- أي بهلول- عمن روى عنه فيه نظر، وترجم ابن حبان لبهلول هذا في المجروحين (١/ ١٩٣) وقال: شيخ يسرق الحديث لا يجوز الاحتجاج به بحال ثم ساق الحديث من طريقه وقال: هذا حديث ليس يعرف إلا من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر، حدثناه أبو يعلى، حدثنا الحماني، عن عبد الرحمن بن زيد وعبد الرحمن ليس بشيء في الحديث. وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٢/ ٤٣٣ - ٤٣٤) برواية ابن عدي ونقل قول ابن حبان. ولعل هذه هي الطريق التي أشار إليها المؤلف. ورواه الخطيب عن ابن عباس بسند فيه محمد بن سعيد الطائفي (٥/ ٣٠٥). ذكره ابن حبان في "المجروحين" (٢/ ٢٦٤ - ٢٦٥) وقال: لا يجوز به الاحتجاج بحال. ثم ذكر الحديث. وقال: هذا خبر باطل. وإنما يعرف هذا من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر. كما ذكر أبو نعيم الأصبهاني محمد بن سعيد هذا في "الضعفاء" (١٣٩)، وقال: روى عن ابن جريج خبرًا موضوعاً في أهل لا إله إلا الله.
(١) في (ن) والمطبوعة "قال الإمام أحمد".
(٢) انظر "المنهاج" (١/ ١٨٦) ونقل المؤلف كلامه في "الأسماء والصفات" (ص ١٢٢).
(٣) في (ن) والمطبوعة "التشريك".
(٤) في الأصل "كما يستحقه".
(٥) راجع "المنهاج" (١/ ١٨٧ - ٢١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>