للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إبراهيم بن عبد الله، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، والمغيرة بن شبل، عن طارق بن شهاب الأحمسي، عن سلمان الفارسي قال: إذا كان الليل كان الناس منه على ثلاث منازل، فمنهم: من له ولا عليه، ومنهم: من لا له ولا عليه؛ ومنهم: من عليه ولا له.

قال طارق: فتعجبت لحداثة سني وقلة فهمي، فقلت: يا أبا عبد الله وكيف ذلك؟ قال:

أما من له ولا عليه، فرجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل فتوضأ، وصلى فذلك له ولا عليه، ورجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل (فقام) يمشي في معاصي الله عز وجلّ فذلك عليه ولا له، ورجل نام حتى أصبح فذلك لا له ولا عليه.

قال طارق: فقلت: لأصحبن هذا، فلا أفارقه، فضرب على الناس بعث فخرج فيه فصحبته فكنت لا أفضله في عمل، إن أنا عجنت خبز، وإن خبزت طبخ، فنزلت منزلا فبتنا فيه، وكانت لي ساعة من الليل أقومها فكنت أتيقظ لها فأجده نائما، فأقول: صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير مني نائم فأنام، ثم أقعد فأجده نائما فأنام إلا أنه كان إذا تعار من الليل قال وهو مضطجع: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".

حتى إذا كان قبيل الصبح، قام فتوضأ، ثم ركع ركعات، فلما صلينا الفجر، قلت: يا أبا عبد الله كانت لي ساعة من الليل أقومها وكنت أتيقظ لها فأجدك نائما فأقول: صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير مني نائم فأنام. قال: يا ابن أخي، فأيش كنت تسمعني أقول؟ فأخبرته فقال: يا ابن أخي، تلك الصلاة، إن الصلوات الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنبت المقتلة، يا ابن أخي عليك بالقصد فإنه أبلغ.


=. المغيرة بن شبل الأحمسي، أبو الطفيل الكوفي. ثقة. من الرابعة.
والخبر أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (١/ ٤٨ - ٤٩ رقم ١٤٨، ٣/ ٤٧ - ٤٨ رقم ٤٧٣٧)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (٦/ ٢٦٥ - ٢٦٦ رقم ٦٠٥١) عن الثوري، عن أبيه، عن المغيرة بن شبل بنحوه باختصار و لم يذكر كلمات الدعاء.
وقال الهيثمي في "المجمع" (١/ ٣٠٠) رجاله موثقون.
وذكره محمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص ١٠) بدون سند.

<<  <  ج: ص:  >  >>