للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قتادة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صومُ عاشوراء كفّارة سنة، و صوم عرفة (كفارة) سنة قبله وسنة بعده".

وكذلك رواه جرير عن منصور غير أنه قال:

عن حرملة بن إياس الشيباني عن أبي قتادة، أو عن مولى أبي قتادة عن أبي قتادة،

وأصح الروايات فيه رواية عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة كما مضى (١).

قال الحليمي (٢) رحمه الله: فيما روينا من أن الصلوات الخمس كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر، والجمعة إلى الجمعة وغير ذلك قد يجوز أن يكون معنى هذه الأخبار أن كل واحدة من الصلوات الخمس ثم الجمعات ثم صيام رمضان ثم صيام عرفة ثم صيام عاشوراء له من القدر عند الله أن يعفى على أثر السيئات كلها بالغة ما بلغت، وكائنة ما كانت ما لم يكن كبائر، وإذا كانت بهذه المنزلة وقع بها تكفير ما يصادفه من السيئات، وما لم يصادفه منها سيئات فيكفرها انقلبت زيادة في درجات أنفسها. وهذا كما يقال: الوضوء طهارة أو أنه رافع للحدث، أو يقال: العتق كفارة (٣) فيكون المعنى إن كان هناك ما يتطهر منه، أو كان ما يكفر، فإن لم يكن كان عبادة وفضلًا وبرًّا يوجب لصاحبه الثواب. وبسط الكلام فيه.

[٣٥٠٥] أخبرنا ابن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا علي بن الجعد، حدثنا زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد قال: ما رأيت أحدًا ممن كان بالكوفة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بصوم عاشوراء من علي وأبي موسى.


(١) برقم (٣٤٨٤).
(٢) "المنهاج" (٢/ ٢٩٦ - ٢٩٧).
(٣) وفي "المنهاج" بعده: "أو الإطعام كفارة".

[٣٥٠٥] إسناده: رجاله ثقات.
والخبر أخرجه ابن الجعد في "المسند" (٢/ ٩١٢ رقم ٢٦١٨) عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (ص ١٦٨) عن شعبة.
وعبد الرزاق في "مصنفه" (٤/ ٢٨٧ رقم ٧٨٣٦)، ومن طريقه المؤلف في "السنن" (٤/ ٢٨٦ - ٢٨٧)، عن معمر.
وابن أبي شيبة في "المصنف" (٣/ ٥٦) عن ابن عيينة، ومن طريق مسعر و علي بن صالح، كلهم عن أبي إسحاق به.

<<  <  ج: ص:  >  >>