للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من هذه الأنواع، أو أمر به أخبر عنه، وعائشة رضي الله عنها حفظت الجميع فقالت: ما كان يبالي من أي الشهر كان يصوم والله أعلم.

[٣٥٧٣] أخبرنا أبو بكر بن فورك، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن رجل من بني تميم قال: كنا على باب معاوية ومعنا أبو ذر، فذكر أنه صائم، فلما دخلنا ووضعت الموائد جعل أبو ذر يأكل، قال: فنظرت إليه فقال: يا أحمر مالك؟ أتريد أن تشغلني عن طعامي؟ قال: ألم تخبر- أو قال: ألم تزعم- أنك صائم؟ قال: بلى، أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: لعلك قرأت المفردة منه ولم تقرأ المضعف {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} (١) ثم قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "صومُ شهر الصبر وثلاثةِ أيّام من كلّ شهر- حسبتُه قال- صوم الدّهر.- ولكن هذا الذي لا شك فيه- يذهب بمغلة الصدر" قال قلت ما مغلة الصدر قال: رجز الشيطان.

وقد روينا (٢) في هذا عن عبد الله بن شقيق عن أبي ذر.

وروينا (٣) عن ثابت، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة.


[٣٥٧٣] إسناده: فيه رجل لم يسم.
والحديث أخرجه الطيالسي في "مسنده" (ص ٦٥) عن حماد.
وأخرجه أحمد في "مسنده" (٥/ ١٥٤) -مختصرًا- عن أبي كامل، عن حماد بن سلمة به.
(١) سورة الأنعام (٦/ ١٦٠).
وقوله "بمغلة الصدر" -بفتح الميم والمعجمة وتخفيف اللام- أي بنغله وفساده، من المغل وهو داء يأخذ الغنم في بطونها. ويروى "بمغلة الصدر"- بتشديد اللام- من الغل وهو الحقد.
(٢) أخرجه المؤلف في "سننه" (٤/ ٢٩٣).
(٣) أخرجه المؤلف في "سننه" (٤/ ٢٩٣) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت عن أبي عثمان النهدي: أن أبا هريرة كان في سفر، فلما نزلوا أرسلوا إليه- وهو يصلي- ليطعم، فقال للرسول: إني صائم. فلما وضع الطعام وكادوا يفرغون فجاء، فجعل يأكل، فنظر القوم إلى رسولهم، فقال: ما تنظرون؟ قد أخبرني أنه صائم. فقال أبو هريرة: صدق، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "صوم شهر الصبر وصوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر" فقد صمت ثلاثة أيام من الشهر، فأنا مفطر في تخفيف الله، وصائم في تضعيف الله.
وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (ص ٣١٥) وأحمد في "مسنده" (٢/ ٣٨٤، ٥١٣). وابن حبان في "صحيحه" (٥/ ٢٦٦ رقم ٣٦٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>