للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في الامتناع عن السجود ولم يكن في أن إبليس كان من الجن ما يحمله على أن لا يسجد وفي هذا ما أبان أن الملائكة خير والجن خير وأنهما فريقان شتى وإنما دخل إبليس في الأمر الذي خوطبت به الملائكة لأن الله تعالى قد أذن له في مساكنة الملائكة ومجاورتهم بحسن عبادته وشدة اجتهاده فجرى في عدادهم، فلما أمرت الملائكة بالسجود لآدم دخل في الجملة الملك الأصلي والملحق بهم غير أن مفارقته الملائكة في أصل (١) جبلته حملته على مفارقتهم في الطاعة فلذلك قال اللّه عز وجل: {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} وأما قول الله عز وجل (٢): {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} فيحتمل أن ذلك تسميتهم الأصنام ألهة ودعواهم أنها (٣) بنات الله عز وجل وتقربهم بعبادتها إلى الله عز وجل وذلك حين كان شياطين الجن يدخلون أجوافها (٤) ويكلمونهم منها فكانوا ينسبون ذلك الكلام إلى الله عز وجل فقال الله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} (الأنهم يسمون الأصنام لمكان تكليم الجنة إياهم من أجوافها آلهة وادعوا أَنها بنات اللّه فأثبتوا بين الله تعالى وبن الجنة نسبا) (٥) جهلا منهم.

[١٣٩] قال البيهقي (٦) رحمه اللّه تعالى: وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في تفسير هذه الآية أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم، حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} قال: قال (٧) كفار قريش الملائكة بنات اللّه تعالى فقال لهم أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) (٨): فمن أمهاتهم؟ فقالوا بنات سروات الجن فقال الله عز وجل: (وَلَقَدْ عَلِمَتِ


(١) في (ن) "في أصله حمله" وفي المطبوعة "في أصله جملة".
(٢) سورة الصافات (٣٧/ ١٥٨).
(٣) في الأصل "أنهم".
(٤) في الأصل "أجوافهم".
(٥) العبارة بين القوسين ساقطة في الأصل.

[١٣٩] إسناده: ضعيف.
(٦) في (ن) والمطبوعة "الإمام أحمد"
(٧) في (ن) والمطبوعة "قالت".
(٨) زيادة من (ن) والمطبوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>