للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نازل، وشري إليك صاعد، وكم من ملك كريم قد صعد إليك بعمل قبيح، أنت مع غناك عني تتحب إلي بالنعم، وأنا مع فقري إليك وفاقتي أتمقت بالمعاصي، وأنت في ذلك تجيرني وتسترني وترزقني.

[٤٢٧١] أخبرنا أبو القاسم الحرفي، أخبرنا أحمد بن سلمان، أخبرنا ابن أبي الدنيا، حدثني هارون بن سفيان، حدثني عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي، حدثني ابن السماك، قال: كتبت إلى محمد بن الحسن حين ولي القضاء بالرقة (١) أما بعد فليكن التقوى من بالك على (كل) (٢) حال، وخف الله عز وجلّ في كل نعمة عليك لقلة الشكر عليها مع المعصية بها، فإن في النعمة حجة، وفيها تبعة، فأما الحجة فيها فالمعصية بها، وأما التبعة فيها فقلة الشكر عليها، فعفا الله عنك كلما ضيعت من شكر أو ركبت من ذنب أو قصرت من حق.

[٤٢٧٢] أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله، قال سمعت أبا بكر، محمد بن الحسن النقاش، يقول سمعت يوسف بن الحسين بالري، يقول سمعت ذا النون يقول في مناجاته: كم من ليلة بارزتك يا سيدي بما استوجبت منك الحرمان، وأسرفت بقبيح فعالي منك على الخذلان، فسترت عيوبي عن الإخوان، وتركتني مستورا بين الجيران، لم يكافئني بجريرتي ولم يهتكني بسوء سريرتي، ذلك الحمد على صيانة جوارحي، ولك الحمد على ترك إظهار فضائحي، فانا أقول كما قال الشيخ الصالح: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (٣).


[٤٢٧١] ابن السماك هو محمد بن صبيح بن السماك الواعظ.
ذكر هذا الأثر ابن أبي الدنيا في كتاب "الشكر" (ص ١٠٦ - ١٠٧ رقم ٨٨).
(١) الرقة: مدينة مشهورة على طرف الفرات معدودة في بلاد الجزيرة وإنما سميت الرقة؛ لأنها على شط الفرات وكل أرض تكون على الشط فهي تسمى الرقة.
راجع "الأنساب" (٦/ ١٥٦).
(٢) ما بين القوسين ليس في الأصلين.

[٤٢٧٢] إسناده: رجاله ثقات. لم نقف على من خرجه.
(٣) سورة الأنبياء (٢١/ ٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>