للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حرم عليهما وهذا أشبه أن يكون محفوظا. وروي في ذلك عيط علي بن أبي طالب (١)

رضي اللّه عنه.

ومن قال بالقول الاخر (٢) أشبه أن يقول: إذا كان التوفيق للطاعة والمعصية من الله عز وجل وجب أن يكون الأفضل من كان توفيقه له وعصمته إياه أكثر، ووجدنا الطاعة التي وجودها بتوفيقه وعصمته من الملائكة أكثر، فوجب أن يكونوا كذلك.

وذكر الحليمي (٣) رحمه اللّه توجيه القولين ولم أنقله واختار تفضيل الملائكة وأكثر أصحابنا ذهبوا إلى القول الأول والأمر فيه سهل وليس فيه من الفائدة إلا معرفة الشئ على ما هو به وبالله التوفيق.

[١٦٣] أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ومحمد بن موسى قالا: حدثنا أبو العباس الأصم


(١) أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (١/ ٤٥٦) والحاكم في "المستدرك" (٢/ ٢٦٥ - ٢٦٦) عن عمير ابن سعيد النخعي. وسياق الحاكم: قال عمير: سمعت عليا رضي الله عنه يخبر القوم أن هذه الزهرة تسميها العرب الزهرة، وتسميها العجم أناهيد. وكان الملكان يحكمان بين الناس فأتتهما امرأة فأرادها على واحد منهما من غير علم صاحبه، فقال أحدهما لصاحبه، يا أخي! إن في نفسي بعض الأمر أريد أن أذكره لك. قال: اذكره يا أخي! لعل الذي في نفسي مثل الذي في نفسك، فاتفقا على أمر في ذلك. فقالت لهما المرأة: ألا تخبراني بما تصعدان إلي السماء وبما تهبطان إلى الأرض. فقالا: بسم الله الأعظم به نهبط وبه نصعد. فقالت: ما أنا بمواتيتكما الذي تريدان حتى تعلمانيه، فقال أحدهما لصاحبه: علمها إياه. فقال، كيف لنا بشدة عذاب الله؟ قال الأخر: إنا نرجو سعة رحمة الله. فعلمها إياه، فتكلمت به فطارت إلى السماء ففزع ملك في السماء لصعودها فطأطأ رأسه فلم يجلس بعد، ومسخها الله فكانت كوكبا. ورجال إسناده ثقات.
وذكره ابن كثير برواية ابن جرير ثم ذكر إسناد ابن أبي حاتم وقال: وهو غريب جدا (١/ ١٣٩).
ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٢٣٩) أيضا إلى ابن راهويه وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في "العقوبات"، وأبي الشيخ في "العظمة". وأخرج ابن مردويه عن علي قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لعن الله الزهرة فإنها هي التي فتنت الملكين هاروت وماروت. وذكره ابن كثير وقال: وهذا أيضا لا يصح وهو منكر جدا (١/ ١٣٩).
(٢) أي بتفضيل الملائكة على البشر.
(٣) راجع "المنهاج" (١/ ٣٠٩ - ٣١٦).

[١٦٣] إسناده: ضعيف.
• إسماعيل بن رجاء بن ربيعة الزبيدي (بضم الزاي)، أبو إسحاق الكوفي. ثقة، تكلم فيه الأزدي بلا حجة. من الخامسة (م-٤).
• عمير مولى ابن عباس، هوعمير بن عبد الله الهلالي، أبو عبد الله المدني. مولى أم الفضل، ويقال له مولى ابن عباس. ثقة. (خ م د س). =

<<  <  ج: ص:  >  >>