للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذلك أن يقول: سمعت أو رأيت أو علمت فأبان أن التسرع إلى إطلاق شئ من ذلك دون حقيقة حرام، ممنوع وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} (١).

فأبان أن إخلاف الوعد خلاف ما يوجبه الإيمان وقال في ذم المنافقين: {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (٢).

أي أنهم يكذبون ويحلفون مع ذلك على كذبهم،- وقال: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ} (٣).

وقال: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (٤).

فمدح الصادق عليه والمصدق بماِ جاء من عنده وذم الكاذب عليه والمكذب بما جاء من عنده وقال: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ٠ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٥) إلى سائر ما ورد في الكتاب في هذا المعنى.

[٤٤٤٨] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق، أخبرنا أبو الحسن أحمد ابن محمد بن عبدوس، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر، حدثني زيد هو ابن أسلم، عن عطاء، عن أبي سعيد الخدري أن رجالا من المنافقين في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا [فنزلت: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا] (٦) فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.


(١) سورة الصف (٦١/ ٢ - ٣).
(٢) سورة المجادلة (٥٨/ ١٤).
(٣) سورة الزمر (٣٩/ ٣٢).
(٤) سورة الزمر (٣٩/ ٣٣).
(٥) سورة النحل (١٦/ ١١٦ - ١١٧).

[٤٤٤٨] إسناده: رجاله ثقات.
• عطاء هو ابن يسار.
(٦) زيادة من "صحيح البخاري ومسلم". سورة آل عمران (٣/ ١٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>