للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو في المسجد فقلت: يا أباعبد الرحمن إن قبلنا ناسا يقرءون القرآن ويتقفرون (١) العلم ويقولون لا قدر وإنما الأمر أنف (٢) قال: فإذا لقيت أولئك فاخبرهم أني منهم بريء وأنهم مني براء، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو كان لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر كله خيره وشره".

حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثوب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر سفر (٣)، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ثم قال: يا محمد أخبرتي، عن الإيمان ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره قال: صدقت" وذكر الحديث. أخرجه مسلم في صحيحه من وجه أخر (٤) عن كهمس.

ورواه يزيد بن زريع (٥) عن كهمس وقال في الحديث: "أن تؤمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره حلوه ومره وبالبعث بعد الموت قال: صدقت".


(١) يتقفرون العلم: أي يطلبونه ويتتبعونه. وقيل معناه: يجمعونه.
(٢) أنف: أي مستأنف لم يسبق به قدر ولا علم من الله تعالى وإنما يعلمه بعد وقوعه.
(٣) في المطبوعة "أثر سفره".
(٤) في كتاب الإيمان من طريق وكيع ومعاذ العنبري عن كهمس (١/ ٣٦)، ومر تخريجه في رقم (١٩).
(٥) أخرجه ابن منده في "كتاب الإيمان" أخبرنا محمد بن محمد بن يونس، ثنا أحمد بن مهدي، ثنا محمد ابن المنهال الضرير. وأنبأ أحمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا أبوالمثنى معاذ بن المثنى العنبري، ثنا محمد ابن المنهال، ثنا يزيد بن زريع، ثنا كهمس بن الحسن البصري. فذكره بطوله (١/ ١٣١ - ١٣٢).
وذكر طريقا ثالثة إلى يزيد - وهي أبو القاسم حمزة بن محمد بن العباس الكناني ثنا أبو عبد الرحمن أحمد ابن شعيب- وهو النسائي صاحب "السنن"- أنبأ محمد بن عبد الله بن بزيع ثنا يزيد بن زريع به.
ورجال هذه الطرق كلها ثقات. وأخرج المؤلف هذا الحديث في "الاعتقاد" من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ عن كهمس (٦٧/ ٦٨)، وجاء في رواية يزيد بن هارون عن كهمس: "تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره". أخرجه اللالكائي في "شرح السنة" (٢/ ٢٠١ - ٢٠٢ رقم ٣٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>