للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٤٨٩٠] أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا علي بن محمد المصري، حدثنا روح بن الفرج، حدثنا يحيى بن بكير، حدثني الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي الجهم، عن سليمان الكاهلي، عن الجهني، عن حذيفة بن اليمان أنه قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين أما أحدهما فقد رأيناه وأما الآخر فنحن ننتظره حدثنا: "أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال فعلموا من القرآن ومن السنة" ثم حدثنا عن رفعها: "أن العبد ينام النومة فترفع الأمانة من قلبه، ولا يبقى منها إلا مثل الوكت (١)، ثم ينام النومة، فترفع الأمانة من قلبه، ولا يبقى منها فيه إلا كالمجل أو كالمحل- شك ابن بكير - كجمر دحرجته على رجلك فتراه منتبرا، وليس فيه شيء، فلبث الناس بعدي في الأسواق، وليس فيهم رجلّ أمين، حتى يقال لقد كان في بني فلان رجلّ أمين، ويقال للرجل ما أعقله، وما أفصحه، وما أجلده، وليس في قلبه مثقال خردل من الإيمان".

قال الشيخ رضي الله عنه حديث حذيفة مخرج في الصحيح (٢) من حديث سليمان الأعمش عن زيد بن وهب الجهني عنه وهو من هذا الوجه عنه غريب.


[٤٨٩٠] إسناده: قال المؤلف غريب من هذا الوجه، وله طرق أخرى صحيحة.
• أبو الجهم لعله صبيح بن القاسم الكوفي، مولى عبس، قال أبو حاتم: لا بأس به، صالح للحديث، والله أعلم.
• سليمان الكاهلي، هو الأعمش.
• الجهني هو زيد بن وهب، أبو سليمان الكوفي، مخضرم، ثقة جليل، تقدم.
(١) قوله "الوكت" (بفتح الواو وسكون الكاف وبعدها مثناة) هو أثر الشيء اليسير منه.
قال الأصمعي: يقال للبسر إذا بدأ فيه الإرطاب بسر موكت.
وكذا قوله "المجل" (بفتح الميم وسكون الجيم) أثر العمل في اليد يعالج به الإنسان الشيء حتى يغلظ جلدها ويقال منه مَجَلت يده ومَجِلت لغتان. راجع "غريب الحديث" (٤/ ١١٨ - ١١٩) "النهاية" (٥/ ٢١٨).
وقوله "منتبرا" أي متنفطا يقال انتبر الجرح إذا ورم وامتلأ ماء.
(٢) أخرجه البخاري في الرقاق (٧/ ١٨٨) وفي الفتن (٨/ ٩٣ - ٩٤) والحميدي في "مسنده" (١/ ٢١١ - ٢١٢ رقم ٤٤٦) عن سفيان عن الأعمش به بزيادة في آخره لأولقد أتى علي زمان ولا أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما رده على الإسلام وإن كان نصرانيا رده على ساعيه وأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا". =

<<  <  ج: ص:  >  >>