قوله "خميصة سوداء" قال الأصمعي: الخمائص ثياب خز أو صوف معلمة وهي سود كانت من لباس الناس، وقال أبو عبيد: هو كساء مربع له علمان، وقيل: هي كساء رقيق من أقي لون كان، وقيل: ولا تسمى خميصة حتى تكون سوداء معلمة. "أبلي وأخلقي": وفي رواية أبي الوليد "وقال" بزيادة واو قبل "قال". وقوله "أبلي" (بفتح الهمزة وسكون الموحدة وكسر اللام) أمر بالإبلاء وكذا قوله "أخلقي" (بالمعجمة والقاف) أمر بالإخلاق وهما بمعنى واحد والعرب تطلق ذلك وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك أي أنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلق. قال الخليل: أبل وأخلق معناه: عش وخرق ثيابك وأرقعها، وأخلقت الثوب: أخرجت باليه ولفقته، ووقع في رواية أبي زيد المروزي عن الفربري "وأخلفي" بالفاء وهي أوجه من التي بالقاف لأن الأولى تستلزم التأكيد إذ الإبلاء والإخلاق بمعنى، لكن جاز العطف لتغاير اللفظين، والثانية تفيد معنى زائدًا وهو أنها إذا أبلته أخلفت غيره، وعلى ما قال الخليل لا تكون التي بانقات للتأكيد لمن التي بالفاء أيضًا أللى ويؤيدها ما أخرجه أبو داود بسند صحيح عن أبي نضرة قال كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا لبس أحدهم ثوبا جديدا قيل له: تبلي ويخلف الله، انظر "فتح الباري" (١٠/ ٢٨٠). وقوله "سنا" وقع في رواية الحميدي "سناه سناه" وقال: يعني حسن حسن. وعند الطبراني: سنيه سنيه وفسره بالطيب وعند ابن سعد: التصريح بأنه من تفسير أم خالد.
[٥٨٧٧] إسناده: صحيح. (١) في الجهاد (٣/ ٣٦)، وفي الأدب (٧/ ٧٤).