للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد مرّ بنا أن ثلاثة من علماء عصره رأوا في المنام اعتناء الإمام الشافعي، بكتب

"الفقيه البيهقي". وهذا شيء لابد أن يكون وقع من نفس البيهقي موقع الرضا والاطمئنان؛ فإنه شهادة من الإمام الذي أحبّه، وقضى حياته لحفظ آثاره من الضياع.

وبالغ السبكي في الثناء على مؤلفاته فقال:

أما "السنن الكبرى" فما صُنف في علم الحديث مثله تهذيبا وترتيبا وجودة، وأما "المعرفة- معرفة السنن والآثار" فلا يستغني عنه فقيهٌ شافعيٌّ، وأما "المبسوط في نصوص الشافعي" فما صُنِّف في نوعه مثله، وأما كتاب "الأسماء والصفات" فلا أعرف له نظيرا. وأما كتاب "الاعتقاد"، و كتاب "دلائل النبوة"، وكتاب "شعب الإيمان"، و كتاب "مناقب الشافعي" و كتاب "الدعوات الكبير" فأقسم ما لواحد منها نظير، وأما كتاب "الخلافيات" فلم يسبق إلى نوعه ولم يصنف مثله.

ثم ذكر مؤلفاته الأخرى وقال:

وكلها مصنفات نظَاف مليحة الترتيب والتقريب، كثيرة الفائدة، يشهد من يراها من العارفين بأنها لم تتهيأ لأحد من السابقين (١).

وكان علماء عصره يجتهدون في سماع كتبه منه، فوجهت إليه الدعوة في عام ٤٤١ هـ من علماء نيسابور لتكريمها بحضوره، فقبل الدعوة وتوجه إليها، ولما وصل إليها عقدوا له المجلس لسماع كتاب "المعرفة" وحضره الأئمة (٢).

ويبدو أنه ورد نيسابور أكثر من مرة.

قال الذهبي: قدم قبل موته بسنة أو أكثر إلى نيسابور وتكاثر عليه الطلبة، وسمعوا منه كتبه. وجلبت إلى العراق والشام والضواحي. واعتنى بها الحافظ أبو القاسم الدمشقي وسمعها من أصحاب البيهقي ونقلها إلى دمشق هو وأبو الحسن المرادي (٣).


(١) "طبقات الشافعية" (٣/ ٤).
(٢) "تبيين كذب المفتري" (٢٦٦)، "السير" (١٨/ ١٦٧).
(٣) "السير" (١٨/ ١٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>