للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من القوم: نعم أنا أعرفه، ذاك أويس القرني، قلتُ: أفتعرف منزله؟ قال: نعم فانطلقت معه حتّى جئتُ حجرته فخرج إليّ، فقلتُ: يا أخي ما حبسك عنا؟ قال: العري، قال: وكان أصحابه يسخرون به ويؤذو نه، قال: فقلتُ: خذ هذا الثوب يعني البرد فالبسه، قال: لا تفعل فإنهم إذًا يؤذو نني إذا رأوه قال: فلم أزل به حتّى لبسه، فخرج عليهم، فقالوا: من ترون خدع عن برده هذا؟ قال: فجاء فوضعه قال: أترى؟ قال: فاتيتُ المجلس فقلتُ: ما تريدون من هذا الرجل، قد آذيتموه، الرجل يعرى مرة ويكتسي أخرى، قال: فأخذتهم بلساني أخذًا شديدًا قال: فقضي أن أهل الكوفة وفدوا على عمر بن الخطاب، فوفد رجل ممن كان يسخر به فقال عمر: ما ها هنا أحد من القرنيين؟ قال: فجاء ذلك الرجل فقال عمر: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ رجلًا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له، وقد كان به بياض، فدعا الله عز وجلّ فأذهبه عنه إلا مثل موضع الدينار- أو - الدرهم فمن لقيه منكم فأمروه أن يستغفر لكم".

قال عمر: فقدم علينا، فقلت: من أين؟ قال: من اليمن، قلتُ: ما اسمك؟ قال: أويس، قال: قلتُ: فمن تركت باليمن؟ قال: أمًا لي، قال: قلتُ: أكان بك بياض فدعوت الله فاذهبه عنك؟ قال: نعم، قال: قلتُ: استغفر الله لي قال: أو يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين؟ قال: فاستغفر لي، قال: قلتُ: أنت أخي لا تفارقني، قال: فانملس منّي فأنبئتُ أنّه قدم عليكم الكوفة، قال: فجعل ذلك الّذي يسخر به يحقره، قال: يقول: ما هذا فينا ولا نعرفه قال عمر: بلى إنه رجل كذا قال كأنه يضع بشأنه: فينا يا أمير المؤمنين رجل يقال له أويس، قال: أدرك ولا أراك تدرك، قال: فاقبل ذلك الرجل حتّى دخل عليه قبل أن يأتي أهله فقال له أويس: ما هذه بعادتك فما بدا لك؟ قال: سمعت عمر يقول فيك كذا وكذا فاستغفر لي يا أويس قال: لا أفعل حتّى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي فيما بعد، وألا تذكر ما سمعته من عمر إلى أحد [قال: فاستغفر له، قال أسير فما لبثنا أن فشا أمره بالكوفة] (١) قال: فدخلتُ عليه فقلتُ له: يا أخي ألا أراك العجب ونحن لا نشعر، فقال: ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله قال: ثم انملس منّي فذهب.


(١) ما بين المعقوفتين سقط من "ن".

<<  <  ج: ص:  >  >>