للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتعاطي الصغير على وجهه يجمع وجهين أو أوجهًا من التحريم كبيرة، ومثال ذلك موجود فيما مضى ذكره وأعاده هاهنا، وزاد فيما ذكره من الذريعة أن يدل رجلًا على مطلوب ليقتل ظلمًا، أو يحضره سكينًا وهذا يحرم لقوله: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (١).

لكنه من الصغائر لأن النهي عنه لئلا يكون ذريعة للظالم إلى التمكن من ظلمه وكذلك سؤال الرجل لغيره الذي لا يلزمه طاعة أن يقتل آخر ليس من الكبائر لأنه ليس فيه إلا إرادة هلاكه من غير أن يكون معها فعل والله أعلم.

قال البيهقي رحمه الله: وقد نجد اسم الفاحشة واقعًا على الزنا وإن لم ينضم إليه

زيادة حرمة لكنه لما رأى الله عز وجلّ فرق بين الكبائر والفواحش في الذكر فرق هو أيضًا بينهما فكل ما كان (٢) أفحش ذكرًا جعله زائدًا على الكبيرة والله أعلم.

وقد فسر مقاتل بن سليمان الكبائر بكل ذنب ختم بالنار، والفواحش ما يقام فيه الحد في الدنيا، ودل كلام الحليمي رحمه الله وغيره من الأئمة على أن الإصرار على الصغيرة كبيرة (٣).

وقد وردت أخبار وحكايات في (٤) التحريض على اجتناب الصغائر خوفًا من الإصرار عليها فتصير من الكبائر.

[٢٨١] أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله، حدثنا عبد الله بن جعفر


(١) سورة المائدة (٥/ ٢).
(٢) في الأصل و (ن) "فكل مكان".
(٣) وذكر السيوطي في "الدر المنثور" (٣٢٩/ ٢) برواية ابن أبي الدنيا في التوبة والمؤلف عن ابن عباس قال: على ذنب أصر عليه العبد كبير، وليس بكبير ما تاب منه العبد. وروي عنه أنه قال:
لا صغيرة مع إصرار. راجع "الدر المنثور" (٢/ ٥٠٠).
(٤) في (ن) والمطبوعة "على التحريض".

[٢٨١] إسناده: حسن.
• يونس بن حبيب: أبوب بشر الأصفهاني (م ٢٦٧ هـ).
روى عن أبي داود الطيالسي "المسند".
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وهو ثقة.
وكان يونس محتشمًا عظيبم القدر بأصبهان، موصوفًا بالدين والصيانة والصلاح.
ترجمته في"الجرح والتعديل" (٩/ ٢٣٧ - ٢٣٨)، "ذكر أخبار أصبهان" (٢/ ٣٤٥)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>