للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: قبلتُ، فزوجه ابنته، قال: فدخل بها فولدت له غلامًا، قال ابن عباس: فوالله ما ولد في بني إسرائيل مولود كانوا أشد فرحًا به منهم بذاك الغلام، قالوا: ابن عابدنا وابن نبينا إنا نرجو أن يبلغ الله به ما بلغ رجل منا، قال: فلما بلغ الغلام انقطع إلى عبدة الأوثان، قال: فتبعه فئام (١) منهم كثير، قال: فلما رأى كثرتهم، قال لهم: إني أراكم كثيًرا، وإن هؤلاء القوم غالبون لكم فيم ذاك؟ قالوا: نخبرك لهم رأس وليس لنا رأس، قال: ومن رأسهم؟ قالوا: جدك، وليس لنا رأس، قال: فأنا رأسكم، قالوا: تفعل؟ قال: نعم، قال: فخرج وخرج معه خلق كثير، قال: فأرسل إليه جده وأبوه أن اتق الله خرجت علينا بعبدة الأوثان، وتركت الإسلام، وأخذت في دين غيره، فأبى، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وخرج معه أبوه فدعوه، فأبى، فاقتتلوا حتى حجز بينهم الليل، ثم اقتتلوا اليوم الثاني، حتى حجز الليل بينهم فقتل النبي وقتل أبوه وانهزم المسلمون، وضبط الأرض واستوسق له الناس، قال: فلما رأى ذلك اجتمع المسلمون، فقالوا: قد خلينا له عن الملك وهو يتبعنا، ويقتلنا وانهزمنا عن نبينا وعابدنا حتى قتلا، وليس يدعنا أو يقتلنا فتعالوا نتوب إلى الله توبة نصوحا، فنقتل ونحن تائبون فتابوا إلى الله وولوا رجلا منهم أمرهم فخرجوا إليه، فاقتتلوا أول يوم حتى حجز بينهم الليل، ثم غدوا (٢) فاقتتلوا حتى حجز بينهم الليل وكثرت القتلى بينهم، وغدوا اليوم الثالث فاقتتلوا فلما علم الله منهم الصدق وأنهم قد تابوا تاب الله عليهم، وأقبلت الريح لهم، فقال لهم صاحبهم: إني لأرجو أن يكون الله قد تاب علينا، وقبل منا، إني أرى الريح قد أقبلت معنا، فإن نصرنا الله فإن استطعتم أن تأخذوه سلما فلا تقتلوه، قال: فأنزل الله عليهم النصر من آخر النهار فهزموهم، وأخذوه أسيًرا ومكن الله المسلمين في الأرض، وظهر الإسلام، قال: فجمع رأس المسلمين خيار الناس (٣)، فقال. ما ترون في هذا بدل دينه، ودخل مع عبدة الأوثان في دينهم، وقتل نبينا جده، وقتل أباه؟ فقائل يقول: أحرقه بالنار يموت فيذهب، وقائل يقول: قطعه، قال: فقال: إنه يموت فيذهب، قالوا: فأنت أعلم اصنع به ما شئت، قال: فإني أرى أن أصلبه حيًّا ثم أدعه حتى يموت، قالوا: افعل ذلك، قال: ففعل ذلك به صلبه حيًّا، وجعل عليه الحرس ولم


(١) قوم "فئام" أي الجماعة الكثيرة. راجع "النهاية" (٣/ ٤٠٦).
(٢) في نسخة "ل" "ثم عادوا".
(٣) "المسلمين" في نسخة "ل".

<<  <  ج: ص:  >  >>