للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سابلة فقال بعضهم: نرتحل، وقال بعضهم: حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا، قال: ففكرت وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي وقوم من المسلمين ها هنا يخافونني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع اللهم إني قد تبتُ إليك، وجعلتُ توبتي مجاورة البيت الحرام.

[٦٩٣٦] وحدثنا أبو سعد الزاهد، حدثنا أبو الفضل أحمد بن أبي عمران بمكة، حدثنا أبو يعقوب البزاز، حدثنا محمد بن حاتم السمرقندي، حدثنا أحمد بن زيد، حدثنا حسين بن الحسن قال: سئل بن المبارك وأنا حاضر عن أول زهده فقال؟ إني كنتُ يوما في بستان وأنا شاب مع جماعة من أقراني، وذلك في وقت الفواكه فأكلنا وشربنا، وكنتُ مولعًا بضرب العود، فقمتُ في بعض الليل وإذا غصن يتحرك على رأسي، فاخذتُ العود لأضرب به، فإذا العود ينطق وهو يقول: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}

قال: فضربتُ بالعود الأرض فكسرتُه، وصرفتُ ما عندي من جميع الأمور التي كنت عليها مما تشغل عن الله عز وجلّ، وجاء التوفيق من الله تعالى، فكان ما سهل الله لنا من الخير بفضله ورحمته (١).


[٦٩٣٦] أبو سعد الزاهد هو عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم الزاهد.
• أبو يعقوب البزاز.
• ومحمد بن حاتم السمرقندي وشيخه أحمد بن زيد، لم أعرفهم.
• أبو الحسين بن الحسن هو المروزي.
والأثر رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٨/ ٣١٠) بطريق المؤلف.
وذكره القاضي عياض في "ترتيب المدارك" (١/ ٣٠٣ - ٣٠٤) برواية أخرى عن ابن المبارك بنحوه.
(١) هنا ينتهي الجزء الأربعون من "شعب الإيمان" من نسخة "ل" وبيانه فيما يلي: تم الجزء الأربعون من "شعب الإيمان" يتلوه في الحادي والأربعين الثامن والأربعون من "شعب الإيمان" وهو باب في القرابين والإبانة عن معناها وغرضها إن شاء الله تعالى والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم وحسبنا الله ونعم الوكيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>