للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الإمام أحمد رحمه الله: وهذا لا يخالف ما رويناه في حديث "شعب الإيمان أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" لأن الأدنى غير الأضعف، فإن الأدنى اسم لما يتباعد عن معاني القُرب، وإن كان مرجعه في العقبى إليها، والأضعف اسم لما يظهر وجه القربة فيه ويخلص له، ولكن يكون من نوعه ما هو أقوى وأبلغ منه، وبسط (١) الكلام في شرحه.

[٧١٥٥] أخبرنا أيوعبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله الصنعاني، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد: أن رجلًا قال لعمر بن الخطاب: لأن أخاف في الله لومة لائم خير لي أن أقبل على نفسي؟ فقال: أما من ولي من أمر المسلمين شيئًا فلا يخاف في الله لومة لائم ومن كان خلوا فليقبل على نفسه، ولينصح لولي أمره. قاله الحليمي (٢) رحمه الله: ينبغي أن يكون الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر مميزًا يرفق في موضع الرفق، ويعنف في موضع العنف، ويكلم كل طبقة من الناس بما يعلم أنه أليق بهم وأنجع فيهم، وأن يكون غير محابي ولا مداهن، وأن يصلح نفسه أولا ويقومها، ثم يقبل على إصلاح غيره وتقويمه، قال الله -عز وجلّ-: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} (٣).

[٧١٥٦] أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثني أبو حفص الصيرفي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال


(١) راجع في "المنهاج" كلام الحليمي -رحمه الله- مبسوطا (٣/ ٢١٨).

[٧١٥٥] إسناده: فيه شيخ الحاكم لم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
والخبر رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (١١/ ٣٣٣ رقم ٢٠٦٩٣) بهذا الإسناد.
(٢) راجع "المنهاج" (٣/ ٢١٨).
(٣) سورة البقرة (٢/ ٤٤).

[٧١٥٦] إسناده: حسن.
• أبو حفص. الصيرفي هو عمرو بن علي الفلاس الباهلي.
والأثر رواه أحمدفي "الزهد" (ص ٣٣٦) عن عبد الرحمن بن مهدي عن مفضل بن يونس به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (٦/ ١٨٦) من طريق نسير بن ذعلوق عن الربيع بن خثيم به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" بنحوه (٢/ ١١٠) من طريق عبد الله بن محمد الكواء عن الربيع بن خثيم به.

<<  <  ج: ص:  >  >>