للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن خالد، حدثنا سعيد بن أسد بن موسى، حدثنا مؤمّل، عن سفيان الثوري، عن زبيد اليامي، عن جابان، عن عبد الله بن عمرو، عن النّبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يدخل الجنّة مدمن خمر، ولا قاطع رحم، ولا ولد زنية، ولا عاقّ والديه، ولا من أتى ذات محرم".

وهو إن صحّ فهو ولد الزّنا (١) محمول على من عمل عمل أبويه والله أعلم، وقد ذكرنا في كتاب "السنن" (٢) سائر ما قيل فيه.

[٧٤٩٣] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو نصر بن قتادة قالا: أخبرنا يحيى بن منصور القاضي، حدثنا أبو مسلم، حدثنا أبو عاصم، عن عمر بن محمد، عن عبد الله بن يسار،


(١) كذا قال المؤلف و (أقول) وهاهنا "ولد زنية" ليس من ولد من الزنا بل هو كما ذكر الطحاوي الحنفي في "مشكل الآثار" (١/ ٢٩٤): من يحقق بالزنا حتى صار غالبا عليه فاستحق بذلك أن يكون منسوبا إليه. فيقال: هو ابن له كما ينسب المحققون بالدنيا إليها فيقال له: بنو الدنيا بعملهم وتحققهم بها وكما قيل للمحقق بالجدل: ابن الجدل وللمحقق بالكلام: ابن الأقوال، وكما قيل للمسافر: ابن السبيل، وكما قيل للمقطوعين عن أموالهم لبعد المسافة بينهم وبينها، أبناء السبيل، كما قال تعالى في أصناف الزكاة {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} إلخ حتى ذكر فيهم ابن السبيل، فمثل ذلك ابن زنية قيل لمن يحقق بالزنا حتى صار تحققه به منسوبا إليه، وصار الزنا غالبا عليه إنه لا يدخل الجنة فهذه لمكان ما فيه، ولم يرد به من كان مولودا من الزنا والله أعلم. وقال أبو حاتم في "صحيحه" (٥/ ١٦٢): معنى نفي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عن ولد الزنية دخول الجنة وولد الزنية ليس عليهم من أوزار آبائهم وأمهاتهم شيء وإن ولد الزنية على الأغلب يكون أجسر على ارتكاب المزجورات، أراد - صلى الله عليه وسلم - أن ولد الزنية لا يدخل الجنة يدخلها غير ذي الزنية ممن لم يكثر جسارته على ارتكاب المزجورات انتهى قوله.
قلت: فقد زعم ابن حبان بأن المراد بـ "ولد زنية" الذي ولد بالزنا وقول الطحاوي أقرب إلى الصحة وأشبه وأيده الألباني فنقل في تفسير "لا يدخل الجنة ولد زنية" قول الطحاوي في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (٢/ ٢٨٨).
(٢) راجع "كتاب السنن" (١٠/ ٥٧ - ٥٩).

[٧٤٩٣] إسناده: حسن.
• أبو مسلم هو إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي.
• أبو عاصم هو الضحاك بن مخلد النبيل.
والحديث أخرجه الطبراني في "الكبير" (١٢/ ٣٠٢ رقم ١٣١٨٠) وفي "الأوسط" (رقم ٢٤٦٤)، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (لوحة-٧٥٨) عن أبي مسلم بنفس السند. ومر الحديث قريبا في الباب الرابع والخمسين فراجع بقية تخريجه هناك.

<<  <  ج: ص:  >  >>