للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأوحش، وأنّه يقابل كلّ ذلك إذا وجد السبيل إليه بمثله، بل يضمر أنّه لا يعتد بشيء من ذلك، ويقابل كلا منه بما هو أحسن وأفضل، وأقرب إلى البّر والتقوى، وأشبه بما يحمد ويرضى، ثم يكون في إيفاء ما يكون عليه كهو في حطّ ما يكون له، فإذا مرض أخوه المسلم عاده، وإن جاءه في شفاعة شفعه، وإن استمهله في قضاء دينٍ أمهله، وإن احتاج منه إلى معونة أعانه، وإن استسمحه في بيع سمح له، ولا ينظر إلى أن الذي يعامله كيف كانت معاملته إيّاه فيما خلا، أو كيف يعامل الناس، إنما يتخذ الأحسن إمامًا لنفسه فينحو نحوه ولا يخالفه (١).

والخلق الحسن قد يكون غريزة، وقد يكون مكتسبًا، وإنما يصح اكتسابه لمن كان في غريزته أصل منه، فهو يضمّ باكتسابه إليه ما يتمّمه، ومعلوم في العادات أن ذا الرأي يزداد بمجالسة أولي الأحلام والنهى رأيَا، وأنّ العالم يزداد بمخالطة العلماء علمًا، وكذلك الصالح والعاقل بمجالسة الصلحاء والعقلاء، فلا يُنكر أن يكون ذو الخلق الجميل يزداد حسن الخلق بمجالسة أولي الأخلاق الحسنة وبالله التوفيق.

[٧٦٠٧] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أخبرناَ أبو سعيد بن الأعرابي، أخبرنا أبو يحيى بن أبي مسرة- ح

وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الخزاعي بمكة، حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا".

وفي رواية ابن الأعرابي: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.


(١) كذا قال الحليمي رحمه الله في "المنهاج" (٣/ ٢٦٠).

[٧٦٠٧] إسناده: حسن.
والحديث رواه الحاكم في "المستدرك" (١/ ٣) بنفس الطريق الثانية. وتقدم الحديث برقم (٢٦) فراجع هناك تخريجه مستوفى.

<<  <  ج: ص:  >  >>