للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حقيقة كل واحدة من شعبه، وبيان ما يحتاج إليه مستعمله من فرضه وسننه وأدبه، وما جاء في معناه من الأخبار والآثار ما فيه كفاية، فاقتديت به في تقسيم الأحاديث على الأبواب، وحكيتُ من كلامه ما تبين به المقصود من كل باب" (١).

الحليمي: أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي (٢)، البخاري، هو شيخ الشافعية، ورئيس المحدثين والمتكلمن بما وراء النهر. ولد في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، كان من العلماء المجتهدين الموصوفين بالذكاء والفهم، خبيرا بالمسائل في الفقه الشافعي، له آراء منفردة في المذهب (٣)، وكان طويل الباع في الأدب والبيان، ساهم بالكتابة في فنون مختلفة، ونبغ واشتهر بتبحره في علم الكلام ومباحث التوحيد.

أخذ الفقه عن الأستاذ أبي بكر محمد بن علي القفال، والإمام أبي بكر الأوْدني وروى الحديث عن خلف بن محمد الخيام، وأبي بكر محمد بن أحمد بن خنب وجماعة.

حدث عنه أبو عبد الله الحاكم -وهو أكبر منه- والحافظ أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو سعد الكنجروذي وجماعة.

المنهاج: ألف الحليمي كتابه "المنهاج" لما رأى من سيطرة الجهل والغفلة على عقول الناس ووقوع الإعراض عن العلوم بالجملة، والتهافت في الحلال والحرام، والتنافس في رتب الدنيا، والتغافل عن درج الأخرى، والانقياد لدواعي الهوى، والميل في عامة الأمور إلى الحفظ والدعة، وفساد النيات والدخل، وفتور العزائم والهمم، حتى أصبحت طاعة الله -تعالى جده- تقام فيما تدعو إليه الضرورات الحاصلة، وتترك فيما


(١) "شعب الإيمان" (١/ ٩٤).
(٢) انظر ترجمته في "تاريخ جرجان" (ص ١٩٨)، "الأنساب" (٤/ ٢٢٢)، "وفيات الأعيان" (٢/ ١٣٧، ١٣٨)، "السير" (١٧/ ٢٣١، ٢٣٢)، "الوافي" (١٢/ ٣٥١)، "طبقات السبكي" (٣/ ١٤٧ - ١٥٠)، "البداية والنهاية" (١١/ ٣٤٩)، "شذرات" (٣/ ١٦٧، ١٦٨).
ولم يذكر أحد ممن ترجم للبيهقي أنه أخذ عن الحليمي ولكن ذكره بعض المعاصرين ضمن شيوخ البيهقي.
(٣) راجع "طبقات السبكي" (٣/ ١٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>