(ف) قال الحافظ: قال ابن أبي جمرة: في الحديث دليل على عظيم نعمة الله على العاطس، يؤخذ ذلك مما رتب عليه من الخير، وفيه إشارة إلى عظيم فضل الله عل عبده فإنه أذهب عنه الضرر بنعمة العطاس، ثم شرع له الحمد الذي يثاب عليه، ثم الدعاء بالخير، وشرع هذه النعم المتواليات في زمن يسير فضلًا منه وإحسانًا، وفي هذا لمن رآه بقلب له بصيرة زيادة قوة في إيمانه حتى يحصل له من ذلك ما لا يحصل بعبادة أيام عديدة، ويداخله من حب الله الذي أنعم عليه بذلك ما لم يكن في باله، ومن حب الرسول الذي جاءت معرفة هذا الخير على يده، والعلم الذي جاءت به سنته، ما لا يقدر على قدره، انتهى قوله. انظر "فتح الباري" (١٠/ ٦٠٩ - ٦١٠).
[٨٨٨٠] إسناده: حسن. • مبارك هو ابن فضالة البصري صدوق. • خبيب هو ابن عبد الرحمن بن خبيب الأنصاري. والحديث أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٨/ ١٣ - "الإحسان" عن أبي عروبة عن يحيى بن محمد بن السكن به، ولكن فيه "حفص بن عاصم عن خبيب" وهو خطأ. ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (١/ ٩٠ رقم ٢٠٥) عن يحيى بن محمد بن السكن بنفس السند. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (٤/ ٢٦٣) وعنه المؤلف في "سننه" (١٠/ ١٤٧) وفي "الأسماء والصفات" (٤١٠ - ٤١١) من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة بنحوه مطولًا. وقال الألباني في تعليق "كتاب السنة" (١/ ٩٠ - ٩١): حديث صحيح، رجاله ثقات لولا ما يخشى من مبارك بن فضالة، تدليسه تدليس التسوية لكنه يتقوى بالطريق التي بعده أي طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة عند الحاكم.