للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي الدنيا، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير، حدثنا أبو داود، عن مبارك بن فضالة، قال: شهدت الحسن في مسجد الجامع، وجاء رجل من فارس فقال: إني لم أجئ حتى مات سعيد بن الحسن، قلنا: فلا نخبره قال: وكأنا قلنا أخبره فما ترك الحسن يبلغ إلى البيت حتى نعاه إليه، قال: فما تملك الحسن أن وضع يده على الحائط، ثم قال: دخلنا عليه ولما نفق بكى، ومعنا بكر بن عبد الله المزني فقال: يا أبا سعيد إنك معلم هذا المصر ومؤدبهم، وإنهم لا يرون منك اليوم شيئًا إلا سعوا به عشائرهم وقبائلهم، فتكلم الحسن، فقال: الحمد لله الذي جعل هذه الرحمة في قلوب المؤمنين، فيرحم بها بعضهم بعضًا، تدمع العين ويحزن القلب، وليس ذلك بالجزع، إنما الجزع ما كان باللسان واليد، الحمد لله الذي لم يجعل حزن يعقوب عليه ذنبًا أن قال: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} (١) رحم الله سعيدًا وتجاوز عن سيئاته: {فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} (٢) ثم قال: والله ما كانت لتنزل شديدة إلا أحب أن يكون به دوني قال أبو داود: قلت للمبارك: ما كان الحسن يرد عليهم إذا عزوه، قال: كان يقول: فعل الله ذلك بنا وبكم.

[٩٦٨٨] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن


=. مبارك بن فضالة هو أبوفضالة البصري، صدوق.
• الحسن هو ابن أبي الحسن البصري.
والأئر ذكره السيوطي في "الدر المنثور" باختصاره (٤/ ٥٦٧) ونسبه إلى أبي عبيد وابن أبي شيبة وابن سعيد وابن المنذر عن يونس.
(١) سورة يوسف (١٢/ ٨٤).
(٢) سورة الأحقاف (٤٦/ ١٦).

[٩٦٨٨] إسناده: حسن.
• محمد بن خالد بن خلي هو الكلاعي، أبو الحسين الحمصي، صدوق، وقال الدارقطني: لا بأس به.
• إسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني.
• عبد الله بن عيسى هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري أبو محمد الكوفي.
• جبر بن عتيك بن قيس هو الأنصاري أخو جابر بن عتيك. صحايي، (س ق).
• وعمه لم أعرفه.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣/ ٣٩٢) عن الفضل بن دكين عن إسرائيل به.
ورواه النسائي في الجهاد (٦/ ٥١) من طريق عبد الملك بن عمير عن جبر بن عتيك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقد تقدم الحديث بسياق طويل في (رقم ٩٤١٤) من طريق عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن أبيه عن جده فراجعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>