للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأجاز لأبي محمد القاسم بن أبي القاسم بن عساكر.

وذكره عبد الغافر في "سياقه" فقال: فقيه الحرم، البارع في الفقه والأصول، الحافظ للقواعد، نشأ بين الصوفية ووصل إليه بركة أنفاسهم. درس الأصول والتفسير على زين الإسلام القشيري، ثم اختلف إلى مجلس أبي المعالي، ولازم درسه ما عاش، وتفقه وعلق عنه الأصول، وصار من جملة المذكورين من أصحابه، وحج وعقد المجلس ببغداد وسائر البلاد، وأظهر العلم بالحرمين، وكان منه بهما أثر وذكر، وما تعدّى حدّ العلماء وسيرة الصالحين من التواضع والتبذل في الملبس والعيش، وتستر بكتابة الشروط لاتصاله بالزمرة الشحَّامية مصاهرةً. ودرس بالمدرسة الناصحية، وأم بمسجد المطرز، وعقد به مجلس الإملاء في الأسبوع يوم الأحد. وله مجالس الوعظ المشحونة بالفوائد والمبالغة في النصح (١).

كان أملى أكثر من ألف مجلس.

قال السمعاني سمعت عبد الرشيد بن علي الطبري بمرو يقول (٢): الفراوي ألف راوي.

لما توفي حضر جنازته خلق كثير، وكان صُلِّي عليه بكرة ولكن لم يصلوا به إلى المقبرة إلا بعد الظهر لكثرة الزحام، ودفن عند إمام الأئمة ابن خزيمة.

٣ - أبو الحسن المرادي، علي بن سليمان بن أحمد الشقُّوري (٣) (م ٥٤٤ هـ) من العلماء الفقهاء المحدثين. مولده قبل الخمسمائة.

ارتحل إلى خراسان فتفقه بمحمد بن يحيى وسمع "صحيح مسلم" وتآليف البيهقي من أبي عبد الله الفراوي، وزاهر بن طاهر الشحامي، وعبد المنعم بن القشيري، وهبة الله السيدي. وأقام هناك مدة، ثم قدم بغداد وكتب الكثير،


(١) "السير" (١٩/ ٦١٧).
(٢) "السير" (١٩/ ٦١٨).
(٣) انظر ترجمته في "الأنساب" (٨/ ١٢٩، ١٠/ ١٩١، ١٩٢ الفرغليطي)، "معجم البلدان" (٤/ ٢٥٤)، "التقييد" (٢/ ١٥٩، ١٦٠)، "السير" (٢٠/ ١٨٧ - ١٨٩)، "طبقات السبكي" (٤/ ٢٧٨).
والشقُّوري نسبت إلى شقُّورة - بفتح الشين وتشديد القاف مضمومة - ناصية بقرطبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>