للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمران، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتدرون من السابقون إلى ظل الله عز وجلّ يوم القيامة؟ " قالو ا: الله ورسوله أعلم، قال: "الذين إذا أعطوا الحق قبلوه، وإذا سئلوه بذلوه، وحكمهم للناس كحكمهم لأنفسهم وأهليهم".

[١٠٦٢٧] حدثنا أبو سعد عبد الملك بن محمد بن إبراهيم الزاهد، حدثنا أبو بكر محمد ابن داود التاجر، حدثنا أبو القاسم بن منيع، حدثنا ابن زنجويه، عن حجاج الأعور، عن ابن المبارك قال: كتب ميمون بن مهران إلى يونس بن عبيد إني أحب أن تكتب إلي بما أنت عليه لأكون عليه قال: فكتب إليه يونس: إني جهدت بنفسي أن تحب للناس ما تحب لها، وتكره لهم ما تكره لها، فإذا هي من ذلك بعيدة، وإذا الصوم في اليوم الحار الشديد حره أيسر عليها من ترك ذكر الناس.

قال الحليمي (١) رحمه الله: ولا ينبغي لمسلم أن يتمنى بقلبه لأخيه من الشر ما يكره لنفسه، أو يكره له من الخير ما يتمناه ويحبه لنفسه، وإذا عرضت لجماعة المسلمين بلية فلا ينبغي لأحد منهم أن يتسبب إلى الخلاص بإيلام الآخرين، والإغراء بهم، بل ينظر لهم كما ينظر لنفسه، فإن عجز نظر لنفسه من حيث لا يضرهم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتواصلهم كمثل الجسد، إذا اشتكى عضو منه، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".


[١٠٦٢٧] إسناده: جيّد.
• أبو القاسم بن منيع هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي المنيعي.
• ابن زنجويه هو محمد بن عبد الملك بن زنجويه أبو بكر الغزال البغدادي.
• حجاج الأعور هو ابن محمد المصيصي أبو محمد ترمذي الأصل.
• ابن المبارك هو عبد الله المروزي.
والخبر رواه أبو نعيم في "الحلية" (٣/ ١٨) من طريق أحمد بن حجاج عن عطاء الخفاف قال حدثني جعفر بن برقان قال: بلغني عن يونس بن عبيد فضل وصلاح فكتبت إليه: يا أخي اكتب إليّ بما أنت عليه فكتب إليه فذكره.
(١) راجع "المنهاج" (٣/ ٤١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>