وَصْف السِّحْر بأنه كُفْر، وأنَّ الشَّياطِين هي التي تُعلِّمه، ثم وَصْفُه بأنه مِمَّا أُنْزِل على الْمَلَكَين، مَع كَون الملائكة عِبَاد مُكْرَمُون، وهُم مِنْ العَالَم العُلْوي.
ولذلك قال الْحَسَن: عِلْجَان، لأنَّ الملائكة لا يُعَلِّمُون السِّحْر (١).
[جمع القرطبي]
قال القرطبي:
قوله تعالى:(وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ)"مَا" نَفِي، والوَاو للعَطْف على قَولِه:(وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ)، وذلك أنَّ اليَهُود قَالُوا: إنَّ الله أنْزَل جِبْرِيل ومِيكَائيل بالسِّحْر؛ فَنَفَى الله ذلك، وفي الكَلام تَقْدِيم وتَأخِير، التَّقْدِير: ومَا كَفَر سُلَيمَان ومَا أُنْزِل على الْمَلَكَين، ولكِنَّ الشَّياطِين كَفَرُوا يُعَلِّمون النَّاس السِّحْر بِبَابِل هَارُوت ومَارُوت؛ فَهَارُوت
(١) ذَكَره البغوي في "معالم التنزيل" (١/ ٩٩)، وذَكَره غيره ممن أتَى بَعْدَه.