بَيْنَمَا يُفهَم مِنْ آيَات "الأحقاف" أنَّ الْجِنّ تَبَع للإنْس في الرِّسَالات، وأنَّهم خُوطِبُوا بِرِسَالة محمد صلى الله عليه وسلم كَمَا خُوطِبُوا بِرِسَالة مُوسَى عليه الصَّلاة والسَّلام.
[جمع القرطبي]
قال القرطبي:
قَوله تَعالى:(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ) أي: يَوْم نَحْشُرُهم نَقُول لَهم: ألَم يَأتِكُم رُسُل … فَيَعْتَرِفُون بِمَا فِيه افْتِضَاحُهم، ومَعْنَى (مِنْكُمْ) في الْخَلْق والتَّكْلِيف والْمُخَاطَبَة، ولَمَّا كَانت الْجِنّ مِمَّنْ يُخَاطَب ويَعْقِل قال:(مِنْكُمْ)، وإن كَانت الرُّسُل مِنْ الإنْس، وغَلَّب الإنْس في الْخِطَاب كَمَا يُغَلَّب الْمُذَكَّر على الْمُؤنَّث. وقال ابن عباس: رُسُل