للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل: ثُمّ للإخْبَار، أي: ولَقَد خَلَقْنَاكُم، يَعني في ظَهْر آدَم صلَى الله عليه وسلم ثم صَوَّرْناكُم، أي: في الأرْحَام. قال النحاس: هذا صَحِيح عن ابن عباس. قلت: كُل هَذه الأقْوال مُحْتَمَل، والصَّحِيح مِنها ما يَعْضده التَّنْزِيل، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ) [المؤمنون: ١٢] يَعني آدَم، وقال: (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) [النساء: ١]، ثُم قال: (جَعَلْنَاهُ) [المؤمنون: ١٣]، أي جَعَلْنا نَسْلَه وذُرِّيَّتَه (نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ) [المؤمنون: ١٣] الآية، فآدَم خُلِقَ مِنْ طِين، ثم صُوِّرَ وأُكْرِم بالسُّجُود، وذُرّيِتَه صُوِّرُوا في أرْحَام الأُمَّهَات بَعد أن خُلِقُوا فِيها، وفي أصْلاب الآبَاء (١).

مُلخَّص جواب القرطبي:

١ - خَلَقْنَاكُم نُطَفًا، ثم صَوَّرْنَاكُم.

٢ - خَلَقنا آدَم ثم صَوَّرْنَاكُم في ظَهْرِه.

٣ - خَلَقْنا آدَم عليه السلام، ثم قُلْنا للمَلائكَة اسْجُدُوا لآدَم، ثُمّ صَوَّرْنَاكُم؛ على التَّقْدِيم والتَّأخِير.

٤ - الْخَلْق ذُكِر بلَفْظ الْجَمْع لأن آدَم أبُو البَشَر.

٥ - خَلَقْنَاكُم في ظَهْر آدَم ثُمّ صَوَّرْناكُم حِين أخَذْنا عَليكم الْمِيثَاق، وهَذا قَول مُجاهِد.

٦ - أنَّ الله خلَق آدَم مِنْ سُلالَة مِنْ طِين، وجَعَل نَسْلَه وذُرِّيَتَه مِنْ نُطَف. وهذا مَا رَجَّحَه القُرطبي.


(١) الجامع لأحكام القرآن، مرجع سابق (٧/ ١٥١، ١٥٢).

<<  <   >  >>