للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُنصَرَفه صلى الله عليه وسلم مِنْ حَجَّة الوَدَاع (١).

ومَعْنَى الْحَدِيث: الوَصِيَّة بِقَرَابَةِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.

قال القُرْطبي: هَذِه الوَصِيَّة، وهَذا التَّأكِيد العَظِيم يَقْتَضِي وُجُوب احْتِرَام آل النبي صلى الله عليه وسلم وأهْلِ بيته، وإبْرَارِهم وتَوْقِيرِهم ومَحَبَّتِهم وُجُوب الفَرُوض الْمُؤكَّدَة التي لا عُذْر لأحَدٍ في التَّخَلُّف عنها، هذا مَع مَا عُلِمَ مِنْ خُصُوصِيَّتِهم بِالنبي صلى الله عليه وسلم وبِأنّهُم جُزْء مِنه؛ فإنَّهُم أُصُولَه التي نَشَأ عنها، وفُرُوعَه التي تَنشَأ عَنه (٢).

وهذا الحديث مما زاد فيه أهل البدع والزندقة! قال القرطبي: وهو الذي أكْثَرَت الشِّيعة وأهْل الأهْواء فِيه مِنْ الكَذِب على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في اسْتِخْلافه عَليًّا، ووَصِيته إياه، ولم يَصِحّ مِنْ ذلك كُلّه شيء إلَّا هَذا الْحَدِيث (٣).

المثال الخامس:

خُلُود الكُفَّار في النَّار:

قَوله تَعالى: (قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) [الأنعام: ١٢٨]، وقَوله تَعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) [هود: ١٠٦، ١٠٧]، مع قَوله تَعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (١٦٨) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) [النساء: ١٦٨، ١٦٩)، وقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (٦٤) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) [الأحزاب: ٦٤، ٦٥] وقَوله تَعالى: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) [الجن: ٢٣].


(١) انظر: السنن الكبرى، النسائي (ح ٨١٤٨).
(٢) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، القرطبي (٦/ ٣٠٤).
(٣) المرجع السابق (٦/ ٣٠٣).

<<  <   >  >>