قال القرطبي في آية "الأنعام": (النَّارُ مَثْوَاكُمْ) أي: مَوْضِع إقَامَتِكُم. والْمَثْوَى الْمُقَام.
(خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ) اسْتِثْنَاء لَيس مِنْ الأوَّل. قال الزجاج: يَرْجِع إلى يَوم القِيَامَة، أي: خَالِدِين في النَّار إلَّا مَا شَاء الله مِنْ مِقْدَار حَشْرِهم مِنْ قُبُورِهم، ومِقْدَار مُدَّتِهم في الْحِسَاب. فَالاسْتِثْنَاء مُنْقَطِع.
وقيل: يَرْجِع الاسْتِثْنَاء إلى النَّار، أي: إلَّا مَا شَاء الله مِنْ تَعْذِيبكم بِغَير النَّار في بَعْض الأوْقَات.
وقال ابن عباس: الاسْتِثْنَاء لأهْل الإيمَان. فـ (مَا) على هَذا بِمَعْنَى مِنْ. وعَنه أيضًا أنه قَال: هَذه الآيَة تُوجِب الوَقْف في جَمِيع الكُفَّار. ومَعْنَى ذَلك أنّهَا تُوجِب الوَقْف فِيمن لم يَمُت، إذ قد يُسْلِم.