للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومِنه قَوله عليه السلام: الإيمان مَعْرِفَة بِالقَلْب، وقَوْل بِاللسَان، وعَمَل بِالأرْكَان.

أخْرَجَه ابن مَاجه (١). والْحَقِيقَة هُو الأوَّل وَضْعًا وشَرْعًا، ومَا عَدَاه مِنْ بَاب التَّوسُّع. والله أعلم (٢).

وأمَّا في تَفْسِير قَوله تَعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ): فَاقتَصَر على ذِكْر سَبَب النُّزُول، فَنَقَل عَنْ مجاهد والسّدي: نَزَلَتْ هذه الآيَة في الْحَارِث بن سُويد أخو الْجُلاس بن سُويد، وكان مِنْ الأنْصَار، ارْتَدَّ عن الإسْلام هو واثْنا عَشَر معه ولَحِقُوا بِمَكَّة كُفَّارًا، فَنَزَلَتْ هذه الآيَة، ثم أرْسَل إلى أَخِيه يَطْلُب التَّوْبَة.

ونَقَل عن ابن عباس قوله في الْحَارِث: وأسْلم بَعْد نُزُول الآيَات (٣).

وأشَار إلى أنَّ هَذه الآية نَاسِخَة لِقَوله تَعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا) [البقرة: ٦٢] الآيَة.

مَنْسُوخ بِقَولِه تَعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) الآية. وقَال غيره: لَيْسَت بِمَنْسُوخَة، وهي فِيمَن ثَبَت على إيمانه مِنْ الْمؤمِنين بِالنَّبِيّ عليه السلام (٤).

[ملخص جواب القرطبي]

١ - الدِّين في الآيَة الأُولى الطَّاعة والْمِلّة، والإسْلام بِمعناه العَامّ، وهو دِين الرُّسُل.


(١) (ح ٦٥)، والْحَدِيث مَوْضُوع. قال ابن الجوزي (الموضوعات ١/ ١٨٥ - ١٨٧): هذا حَديث موضوع لم يَقُلْه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الدارقطني: المتهم بوضع هذا الحديث أبو الصلت الهروي، وابن عبد السلام بن صالح. قال أبو حاتم الرازي: لم يكن عندي بصدوق، وضرب أبو زرعة على حديثه، وقال ابن عدي: متهم، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وحكم عليه الألباني بالوضع (ضعيف سنن ابن ماجه ح ١١).
(٢) الجامع لأحكام القرآن، مرجع سابق (٤/ ٤٧، ٤٨).
(٣) المرجع السابق (٤/ ١٢٦).
(٤) المرجع السابق (١/ ٤٧٤).

<<  <   >  >>