للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المثال الخامس:

تِكْرَار السُّؤَال عن السَّاعة:

قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الأعراف: ١٨٧].

[صورة التعارض]

في نَفْس الآية، حَيث زُعِم أنَّ فِيها تِكْرَارًا، والتِّكْرَار يُعَارِض الفَصَاحَة.

في الْمَوْضِعِ الأوَّل: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ)، وفي الْمَوْضِع الثَّاني: (يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا).

وفي الْمَوْضِع الأوَّل: (قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي)، وفي الْمَوْضِع الثَّاني: (قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ).

[جمع القرطبي]

قال القرطبي:

(يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا) أيْ: عَالِم بها كَثير السُّؤال عنها. قال ابن فارِس: الْحَفِيّ العَالِم بِالشَّيء، والْحَفِيّ الْمَسْتَقْصِي في السُّؤال.

قال الأعشى:

فإن تَسْألي عَنِّي فيا رُبّ سَائل حَفِيّ عن الأعْشى به حَيث أصْعَدَا

يُقال: أحْفَى في الْمَسْألة وفي الطَّلَب فَهو مُحْفٍ، وحَفِيّ على التَّكْثِير، مِثْل مُخْصِب وخَصِيب.

قال محمد بن يزيد: الْمَعْنى: يَسْألُونَك كَأنَّك حَفِي بالْمَسْألة عَنها، أي مُلِحّ. يَذْهَب إلى أنه لَيس في الكَلام تَقْدِيم وتَأخِير.

وقال ابن عباس وغيره: هُو عَل التَّقْدِيم والتَّأخِير.

والْمَعْنى: يَسْألُونَك عَنها كَأنك حَفِيّ بهم، أي حَفِيّ بِبِرّهم، وفَرِحٌ بِسُؤالِهِم، وذَلك لأنهم قَالُوا: بَيْنَنا وبَيْنَك قَرَابة فأسِرَّ إلَيْنَا بِوَقْتِ السَّاعَة. (قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا

<<  <   >  >>