للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[صورة التعارض]

آية "البقرة" مَعْنَاها" أي: بَادِرُوا مَا أمَرَكُم الله عَزَّ وَجَلّ مِنْ اسْتِقْبَال البَيْت الْحَرَام" (١)، وهو خَاصَّ بِهَذه الأُمَّة، بَيْنَما آية "آل عمران" في مُسَارَعة أهْل الكِتَاب إلى الْخَيْرَات، وآيَة الأنْبِيَاء في الثَّنَاء على مَنْ ذُكِر مِنْ الأنْبِيَاء بِالْمُسَارَعَة في الْخَيْرَات.

فَهل الْمُسَارَعة مِنْ جِنْس الْمُسَارَعَة؟

وهل هُنَاك فَرْق بَيْن الْمُسَارَعَة والْمُسَابَقَة؟

[جمع القرطبي]

ذَكَر القرطبي أنَّ مَعْنَى الآيَة "أي: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات لِكُلّ وِجْهَة ولاكُمُوهَا ولا تَعْتَرِضُوا فِيمَا أمَرَكم بَيْنَ هَذه وهَذه، أي: إنّمَا عَليكم الطَّاعَة في الْجَمِيع".

وقَال: قَوله تَعالى: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) أي: إلى الْخَيْرَات - فَحَذَف الْحَرْف - أي: بَادِرُوا مَا أمَرَكم الله عَزَّ وَجَلّ مِنْ اسْتِقْبَال البَيْت الْحَرَام، وإن كان يَتَضَمَّن الْحَثّ عَلى الْمُبَادَرَة والاسْتِعْجَال إلى جَمِيع الطَّاعَات بِالعُمُوم، فَالْمُرَاد مَا ذُكِر مِنْ الاسْتِقْبَال لِسِياقِ الآي، والْمَعْنى الْمُرَاد الْمُبَادَرَة بِالصَّلاة أوَّل وَقْتِها. والله تعالى أعلم (٢).

ثم ذَكَر مِنْ الأحَادِيث مَا يَدُلّ عَلى فَضْل الْمُبَادَرَة إلى الصَّلاة، فأوْرَد أحَد عَشَر حَدِيثًا في ذَلك (٣).

وقَال في قَوله تَعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ) [آل عمران: ١٣٣] مَعْنَاه إلى تَكْبِيرَة الإحْرَام.

وقال عَليّ بن أبي طَالب: إلى أدَاء الفَرَائض. عثمان بن عفان: إلى الإخْلاص. الكَلبي: إلى التَّوبة من الرِّبا. وقيل: إلى


(١) الجامع لأحكام القرآن، مرجع سابق (٢/ ١٦٠).
(٢) المرجع السابق، الموضع السابق.
(٣) المرجع السابق (٢/ ١٦٠ - ١٦٢).

<<  <   >  >>