للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثَّبَات في القِتَال. وقِيل: غير هذا. والآيَة عَامَّة في الْجَمِيع، ومَعْنَاها مَعْنَى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) (١).

وقال في تَفسير قَوله تَعالى: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) [المائدة: ٤٨]: أي: سَارِعُوا إلى الطَّاعَات، وهَذا يَدُلّ على أنَّ تَقْدِيم الوَاجِبَات أفْضَل مِنْ تَأخِيرِها، وذَلك لا اخْتِلاف فِيه في العِبَادَات كُلّها إلَّا في الصَّلاة في أوَّل الوَقْت، فإنَّ أبا حنيفة يَرَى أنَّ الأَوْلى تَأخِيرها، وعُمُوم الآيَة دَلِيل عَليه. قَالَه الكيَا. وَفيه دَلِيل عَلى أنَّ الصَّوم في السَّفَر أَوْلَى مِنْ الفِطْر (٢).

وقال في تَفْسير سُورة الأنبياء مَا نَصّه: (إِنَّهُمْ) يَعْنِي: الأنْبِيَاء الْمُسَمَّيْن في هَذه السُّورَة (كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ) قِيل: الكِنَايَة رَاجِعَة إلى زَكَرِيا وامْرَأته ويَحْيَى (٣).

مُلخَّص جواب القرطبي:

١ - أنَّ مَعْنَى آيَة "البقرة" فاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات لِكُلّ وِجْهَة ولَّاكُمُوها رَبُّكم عَزّ وجَلّ.

٢ - أنَّ الْمُرَاد الْمُبَادَرَة إلى اسْتِقْبَال الكَعْبَة.

٣ - سَارِعُوا إلى الطَّاعَات.

[مقارنة جوابه وجمعه بين الآيات بجمع غيره من العلماء]

قال ابن جرير في تَفْسير آية "البقرة": يَعْنِي بِقَولِه تَعالى ذِكْرُه: (وَلِكُلٍّ) ولِكُلّ أهْل مِلَّة، فَحَذَف "أهْل الْمِلَّة" واكْتَفَى بِدَلالَة الكَلام عَليه.


(١) الجامع لأحكام القرآن، مرجع سابق (٤/ ٢٠٠).
(٢) المرجع السابق (٦/ ١٩٩، ٢٠٠).
(٣) المرجع السابق (١١/ ٢٩٤)، وهذا القول ذكره ابن جرير (١٦/ ٣٨٩) وسيأتي.

<<  <   >  >>