وللوَفْد إذا قَدِمُوا عَليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّما يَلْبَس هَذه مَنْ لا خَلاق لَه في الآخِرَة، ثم جَاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْها حُلَل فَأعْطَى عُمر بن الخطاب رضي الله عنه مِنها حُلّة، فقال عُمر: يا رسول الله كَسَوْتَنِيها وقَد قُلْتَ في حُلّة عَطَارِد مَا قُلْت؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لَم أكْسُكَها لِتَلْبَسها، فَكَسَاها عُمر بن الخطاب رضي الله عنه أَخًا لَه بِمَكَّة مُشْرِكًا.
الآيَة الأُولى يُفْهَم مِنها أنَّ الدِّين الْمَقْبُول هو الذي بَعث الله به رُسُلَه وهُو الإسْلام، بَيْنَما الآيَة الثَّانية يُفْهَم مِنها أنه لا يُقْبَل إلَّا دِين الإسْلام الذي جَاء به مُحمد صلى الله عليه وسلم، بِدَلالَة سِيَاق الآيَات.
جَمع القرطبي:
قال القرطبي في الْمَوضِع الأَوَّل: الدِّين في هذه الآيَة الطَّاعَة والْمِلّة، والإسْلام بِمَعْنَى الإيمان والطَّاعَات، قاله أبو العالية، وعليه جُمْهُور الْمُتَكَلِّمِين.