(٢) وجواب آخر، وهو رؤية إبليس لخلق آدم وامتحانه لذلك. ففي صحيح مسلم (ح ٢٦١١) من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقًا لا يتمالك. قال النووي في المنهاج (١٦/ ١٦٤): قوله صلى الله عليه وسلم: "يُطيف به". قال أهل اللغة: طاف بالشيء يطوف طوفا وطوافًا، وأطاف يطيف: إذا استدار حواليه. قوله صلى الله عليه وسلم: "فلما رآه أجوف علم أنه خلق خلقًا لا يتمالك". الأجوف صاحب الجوف. وقيل: هو الذي داخله خالٍ. ومعنى: "لا يتمالك": لا يملك نفسه ويحبسها عن الشهوات. وقيل: لا يملك دفع الوسواس عنه. وقيل: لا يملك نفسه عند الغضب. والمراد جنس بني آدم.