للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

العرضتين الأخيرتين ومن فطانته الزكية، تعلم السريانية، في سبع عشرة ليلة بالإشارة النبوية (١).

وقد ذكر الشارح السخاوي (٢) بإسناده الثابت المتصل (٣) إلى زيد بن ثابت أنه قال: (أرسل إليّ أبو بكر مَقْتَلَ اليمامة -وكان عنده عمر- فقال: إن هذا قد أتاني وقال: إن القتل قد استَحَرَّ بالقراء، وإني أخشى أن يستمر القتل بالقراء في سائر المواطن فيذهب القرآن، وقد رأيت أن تجمعوه، فقلت لعمر: كيف تفعل شيئًا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال عمر: هو والله خيرٌ، ولم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدره ورأيت الذي رأى عمر، قال: ثم قال لي أبو بكر: وإنك شاب عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاكتبه، قال زيد: فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل عليّ منه، فقلت لهما كيف تفعلان شيئًا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالا: هو والله خير، فلم يزالا يراجعاني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدورهما، ورأيت فيه الذي رأيا، فكتبت القرآن من الصحف والعسب -أي: صدور جريد النخل- واللخاف -أي: الحجارة الرقاق- ومن صدور الرجال حتى فقدت آية كنت أسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: ١٢٨] فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت (٤) فأثبتها في


(١) يأتي تخريجه في شرح البيت (٤٦).
(٢) انظر: (الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ٥٥ - ٥٨).
(٣) قال السخاوي: (حدثني أبو المظفر بن فيروز -رحمه الله- بالسند الذي قدمته إلى أبي بكر عبدالله بن داود، ثنا عمرو بن علي بن بحر، ثنا أبو داود، ثنا إبراهيم بن سعد، ثنا الزهري، أخبرني عبيد بن السباق .. ) وذكر الخبر عن زيد.
(٤) ابن الفاكه بن ثعلبة الأنصاري، من السابقين الأولين شهد بدرًا وما بعدها وقيل أول مشاهده أُحُدٌ، وكان يكسر أصنام بني خطمة، وكانت راية خطمة بيده يوم الفتح، وفي البخاري أن النبي جعل شهادته بشهادتين، استشهد بصفِّين، وكان كافًّا سلاحه حتى قتل عمار بصفِّين فسل سيفه، وقاتل حتى قتل. اهـ من الإصابة ١/ ٤٢٥ ترجمة رقم (٢٢٥١).

<<  <   >  >>