للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأن ينبه أيضا على أنهم استعملوا في الخط ما يستعملونه في اللفظ من الاختصار وذلك كثير في كلامهم، وكذا (١) حذفوا ألف الوصل من {بِسْمِ اللَّهِ}، قال الكسائي (٢): عرف مكانُه فحذف ولم يفعلوا ذلك في نحو {وَاقْتُلُوهُمْ} (٣) (٤).

قلت: ولعل وجهه كثرة الاستعمال في البسملة مع الجلالة، ولذا أثبتوا الألف في {بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: ١]، وأما ما روي (أن كاتب عمر بن عبد العزيز كتب: {بسم الله الرحمن الرحيم}، وضربه عليه (٥) فإنه لم يكتب (٦) على حذف السين كما قاله السخاوي (٧)؛ بل على اقتصاره في جره السين عن أسنانه لأنه يتوهم منه حذفها؛ إذ لم يكن على قاعدة خط العرب، والحاصل أن (٨) (زيد بن


(١) كذا في (بر ١) و (ز ٨) و (ل) إلا أنه بدل كلمة "وكذا" و"لذلك"، وفي (س) بدل قوله: "وأن ينبه" "يتنبه" وبدل قوله: "وكذا" "ولذلك"، وفي (ص) "فيكون قصده بذلك التنبيه على القارئ بالقراءة الأخرى وأن ينبه أيضًا على … ولذلك حذفوا".
(٢) أبو الحسن علي بن حمزة الأسدي مولاهم الكوفي، الإمام المقرئ النحوي، أحد القراء السبعة، رحل إلى البصرة فأخذ العربية عن الخليل بن أحمد، انتهت الإمامة في القراءة والعربية، له من التصانيف كتاب معاني القرآن، كتاب القراءات، كتاب العدد واختلافهم فيه، كتاب الهجاء، كتاب مقطوع القرآن وموصوله، كتاب الحروف، كتاب الهاءات، توفي سنة ١٨٩. اهـ مختصرًا من معرفة القراء الكبار ١/ ١٢٠ ترجمة رقم (٤٥).
(٣) وردت في القرآن مرارا، أولها: [البقرة: ١٩١].
(٤) انظر: الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ٨٨ - ٩٢) مع حذف يسير وتصرف لا يضر.
(٥) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن صـ ١٨٠.
(٦) كذا في (بر ١) و (ز ٤) و (ز ٨) و (ل) و (ص)، وفي (س) "فإنه لم يكتب على حذف الألف"، وفي (بر ٣) "لعله يضربه" بعد قوله: "فإنه لم يكتب"؛ ليكون "فإنه لم يضربه على حذف السين … الخ) والذي في الوسيلة صـ ٩٣ (وقد حمل بعضَ الكتاب معرفةُ الناس ببسم الله الرحمن الرحيم على حذف السين أيضًا، وفعل ذلك كاتب عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- فضربه على ذلك، فقيل له: فيم ضربك أمير المؤمنين؟ فقال: في سين).
(٧) انظر: (الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ٩٣).
(٨) من هنا إلى نهاية حديث تعلم زيد السريانية منقول بمعناه وأكثر ألفاظه من الوسيلة صـ ٩٣ - ٩٦.

<<  <   >  >>