للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال في شرح البيت (٥٣):

(يُضَاعِفُ الخُلْفُ فيه كيف جا وَكِتَا … ـبِهِ ونافعُ بالتحريمِ ذاك أرى

الهاء في "فيه" بالإشباع وقصر "جا" ضرورة، وفي نسخة: في التحريم، وفي "أرى" ضمير نافع، وذاك إشارة إلى حذف الألف من قوله وكِتَابِهِ في التحريم ولم ينقل فيه شيء عن غيره. والمعنى: أن لفظ يُضَاعِف وقع الخلاف في إثبات ألفه وحذفه كيف جاء سواء اتصل بآخره ضمير أو لا، بشرط أن يكون فعلاً مضارعاً معروفاً أو مجهولاً، … ثم ذكر الأمثلة وفصَّلَ الشرحَ وختمه بقوله: هذا مجمل الكلام ومحصل المرام).

أ) قال في شرح البيت (٥٤):

(والحذفُ في ياءِ إِبْرَ اهِمَ قيل هنا … شامٍ عراقٍ ونِعْمَ العِرْقُ ما انتثرا

افتعال من النثر بالمثلثة بمعنى النشر، وفي نسخة صحيحة ما انتشر بالشين المعجمة ومعناهما تفرق واشتهر، وألفه للإطلاق، والمراد "بالعراق" عراق العرب وهو الكوفة والبصرة فيشير إلى انتشار حذف "ياء {إِبْرَاهِيمَ} " (١) في مصاحف الشام والعراقيين واشتهاره، فيدل ذلك على قوة القراءة بحذفها لأن عرق النبات إذا كان ممتدًّا فنعم العرق، ومعنى "قيل" روي، وهو خبر المبتدأ الذي هو "الحذف" والمراد بقوله: "هنا" سورة البقرة.

والمعنى: … وشرَحَ البيت، ثم ذكر القراءات بقوله: ثم اعلم أن السبعة اتفقوا على إثبات الألف التي بين الراء والهاء وإنما الخلاف فيما بين الهاء والميم؛ فقرأ هشام بأَلِفٍ أخرى في مواضع مخصوصة من البقرة وغيرها (٢)


(١) ورد هذا اللفظ في القرآن (٦٩) مرةً في (٦٣) آية.
(٢) وهي ثلاثة وثلاثون موضعًا. قال في النشر ٢/ ٢٢١: (ووجه خصوصية هذه المواضع أنها كتبت في المصاحف الشامية بحذف الياء منها خاصة، وكذلك رأيتها في المصحف المدني وكتبت في بعضها في سورة البقرة خاصة وهو لغة فاشية للعرب وفيه لغات أخرى قرئ ببعضها وبها قرأ عاصم الجحدري وغيره).

<<  <   >  >>