للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

جميع الرسالة إلى الناس بل يستأثر ببعضها أو يخص بعض الناس بها مع أن هذا أيضا نوع تهمة؛ فلو علل الاختيار بأن نفي التهمة أعم، لكان في مقام الاستدلال أتم، والله تعالى أعلم.

قيل (١): (ولا مخالفة في الرسم إذ لا مخالفة بينهما إلا بتطويل رأس الظاء على الضاد)، وتوضيحه ما قاله الجعبري من أن (وجه بضنين أنه رسم برأس معوج وهو غير طرف فاحتمل القراءتين فقطعهم عليه بالضاد مجاز ذلك) (٢).

والحاصل: أنه لم يختلف أرباب الرسوم (الذين كتبوا المصاحف العثمانية ومن ثَمَّ لم يَرِدْ عليه رسمُ ابنِ مسعود (٣) مصحفه بالظاء) (٤) مع أنه في مصحف أُبيٍّ بالضاد.


(١) القائل هو أبو عبيد كما نقل السخاوي عنه معناه في الوسيلة صـ ٢٤٥ شرح البيت نفسه وأعقبه بقوله: (وصدق أبو عبيد فإن الخط القديم على ما وصف) وذكره عن أبي عبيد بهذا النص الجعبري في الجميلة صـ ١٧٤.
(٢) انظر: الجميلة صـ ١٧٤ - ١٧٥، وحاصل كلامهما أنه لا مخالفة في الرسم بين الظاء والضاد التي لم تقع طرفا بل في وسط الكلمة؛ إلا بتطويل رأس الظاء على الضاد لأن سِنَّة الضاد قد تلتبس برأس الظاء فاحتمل القراءتين فقطعهم عليه بالضاد -والحالة هذه- فيه تَجَوُّزٌ، أما لو كانت الضاد طرفًا كـ {الْمَحِيضِ} فلا يقع التباس بين سنتها ورأس الظاء.
(٣) كذا كل النسخ وفي حاشية إحدى النسخ (لأن ابن مسعود ليس من جملتهم) أي: مصحفه ليس من جملة المصاحف العثمانية.
(٤) ما بين القوسين من الجميلة صـ ١٧٤.

<<  <   >  >>