للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

{أَإِذَا كُنَّا} (١) {أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ} [ص: ٨]، وهذه الألفات بعضُها صورة همزة وبعضها صورة ألف، (قال أبو عمرو: وما كان من الاستفهام فيه ألفان أو ثلاثة فإن الرسم ورد في كل المصاحف فيه بإثبات ألف واحدة بلا اختلاف، اكتُفِيَ بها كراهية اجتماع صورتين متفقتين فما فوق ذلك؛ فأما ما فيه ألفان فنحو (٢): {أَأَنْذَرْتَهُمْ} {أَأَشْفَقْتُمْ} [المجادلة: ١٣] {أَأَقْرَرْتُمْ} [آل عمران: ٨١] {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ} [البقرة: ١٤٠] {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [النمل: ٦٠ و ٦١ و ٦٢ و ٦٣ و ٦٤] {أَإِذَا مِتْنَا} (٣) و {أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} [ص: ٨]، وما كان مثله مما دخلت فيه همزة الاستفهام على همزة أخرى) (٤) مفتوحةً أو مكسورةً أو مضمومةً، قال: (وكذلك كل همزة دخلت على ألف سواء كانت تلك الألف مبدلة من همزة أو كانت زائدة نحو: {آمَنَ} و {آمَنُوا} {وَآخَرُ} و {آزَرَ} [الأنعام: ٧٤] و {آمِّينَ الْبَيْتَ} [المائدة: ٢] و {آسِنٍ} [محمد: ١٥] وشبهه، فَرَسْمُ ذلك كلِّه بألف واحدةٍ، وهي عندنا الثانية)، قال: (وأما ما فيه ثلاث ألفات من الاستفهام فقوله (٥) تعالى: {آمَنْتُمْ بِهِ} في سورة الأعراف [آية: ١٢٣] وطه [آية: ٧١] والشعراء [آية: ٤٩]، وقوله تعالى: {أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ} [الزخرف: ٥٨] لا غير) قال: (والألف الثابتة في الرسم هي همزة الاستفهام، ويجوز أن تكون الأصلية)، قال: (وذلك عندي أوجه) (٦).

أقول: ولعلَّ وَجْهَ الأَوْجَهِيَّةِ؛ أن الثباتَ أنسبُ بالأصليةِ، والحذفَ بالعارضيةِ، لا سيما وقد يحذف همزة الاستفهام، في سعة الكلام.


(١) وردت في القرآن مرارا أولها: [الرعد: ٥].
(٢) في الأصل (نحو) بلا فاء تبعًا للوسيلة صـ ٣٠٢ - ٣٠٣ فَأَوْهَمَ، وما أثْبَتُّه من المقنع وهو جواب أما.
(٣) وردت {أَإِذَا مِتْنَا} في القرآن مرارا أولها في سورة المؤمنون آية (٨٢).
(٤) المقنع صـ ٢٤ باب ما حذفت منه الألف اختصارًا.
(٥) في الأصل (نحو قوله) والتصويب من المقنع والوسيلة وهو المطابق لقوله بعده (لا غير).
(٦) كل كلام الداني هذا في المقنع صـ ٢٤ غير أن المؤلف نقله من الوسيلة وهو فيها صـ ٣٠٢ و ٣٠٣ و ٣٠٤.

<<  <   >  >>