للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: "وزد قُلَ اتَّخَذْتُمْ"؛ أي: ضُمَّ همزةَ الوصل إلى همزة القطع في حكم الحذف، ويريد بالأول؛ لفظًا أو تقديرًا ليندرج نحو: {وَالْآصَالِ} (١) وقياس آلْآنَ أربع؛ همزتان وألفان، وقس عليه البواقي، وكنّى عن وضوح الضابط "بالبرق" وعن أفراده "بالمطر" المستفاد منه، وفي البيت الثاني كنّى عن القاعدة بالروضة وعن أفرادها بالغصن الأخضر أي: خُذْها واضحًا، وفي بعض الشروح: {قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ} [الرعد: ١٦] رسم بألف بين الفاء والتاء في مصاحف الكوفة، وفي مصحف المدينة: {قُلْ أَفَتَّخَذْتُمْ} بغير ألف، قال أبو عمرو الداني: (همزة الوصل إذا دخلت عليها همزة الاستفهام ذهبت من اللفظ والخط استغناءً عنها وذلك نحو: {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ} [البقرة: ٨٠] و {أَطَّلَعَ الغَيْبَ} [مريم: ٧٨] و {أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ} [ص: ٧٥] و {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ} [الصافات: ١٥٣]) (٢) و {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ} (٣) و {أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ} [المنافقون: ٦].

قال السخاوي: (إنها لم تذهب في ذلك من الخط لذهابها من اللفظ ولا للاستغناء عنها؛ لأنها قد رسمت في قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ} [الكهف: ٦٣] {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ} [الفرقان: ٣]، ولكنها ذهبت في هذه المواضع لئلا يجتمع ألفان فيلتبس (٤) ذلك بهمزة القطع نحو: {أَأَنْتَ قُلْتَ} [المائدة: ١١٦] فيقرأه من


(١) معناه: أن الناظم يريد بالأول في قوله: (وكلُّ ما زادَ أولاهُ على ألِفٍ) الألفَ الأولى تحقيقًا نحو: آلْآنَ، أو تقديرًا نحو: الآصال، فإن الألف فيه مبتدأة تقديرًا قبل دخول اللام عليها، وقد وردت {وَالْآصَالِ} في [الأعراف: ٢٠٥] و [الرعد: ١٥] و [النور: ٣٦].
(٢) ما بين القوسين بنصه في الوسيلة صـ ٣٠٤ وقال السخاوي بعد ذكره: (هذا قول أبي عمرو) ومعلوم أن هذه العبارة قد تطلق ويراد بها المذهبُ لا نصَّ القول؛ فتصدير المؤلف الكلام الذي نقله من الوسيلة بقوله: (قال أبو عمرو) أوهمَ أنه نصُّ كلامه أو محصِّله مع أني لم أجده، فالله أعلم.
(٣) وردت في القرآن مرارا أولها: [آل عمران: ٩٤].
(٤) في جميع النسخ التسع "وليس" وكذا في (ص) إلا أن فيها "لئلا يجتمعان ألفان".

<<  <   >  >>