للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا يعلم {أَأَطَّلَعَ} {أَأَصْطَفَى}) (١) قال: (وذكر شيخنا أبو القاسم الشاطبي -رحمه الله- أنهم وجدوا في مصحفٍ بخطِّ أبي داود (٢) {قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} في سورة الرعد [آية: ١٦] وقد أخلَى (٣) موضعَ الألف بين الفاء والتاء وقوفًا عن ذلك؛ لأنه لم يدر كيف يرسمه، ولما رأى (٤) الهمزة قد سقطت من اللفظ واستُغْنِيَ عنها؛ حصل له شك في إثباتها وإسقاطها، وهي مرسومة في هذه المواضع في جميع المصاحف الكوفية والبصرية؛ لأن اجتماع الصورتين معدوم، قال محمد بن عيسى في كتابه: هو لأهل المدينة بغير ألف، {أَفَتَّخَذْتُمْ} وهو {أَفَاتَّخَذْتُمْ} كوفي وبصري.

وأما قوله تعالى: {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا} [ص: ٦٣] فكتب بألف واحدة ويجوز أن يكون تلك الألف همزةَ الوصل على القراءة بالوصل، ويجوز أن يكون همزةَ الاستفهام على القراءة الأخرى (٥) وسقطت همزة الوصل لما تقدم والله أعلم) (٦).


(١) الوسيلة صـ ٣٠٤.
(٢) سليمان بن نجاح؛ شيخ الإقراء مسند القراء وعمدة أهل الأداء، أخذ القراءات عن أبي عمرو الداني، ولازمه مدة، وأكثر عنه، وهو أجل أصحابه، قرأ عليه بَشَرٌ كثير، كان عالمًا بالقراءات وطرقها، حسنَ الضبطِ، ثقةً، دَيِّنًا، له تواليف كثيرة في معاني القرآن العظيم وغيره، ومن أشهرها: "مختصر التبيين لهجاء التنزيل" ومات في ١٦ رمضان سنة ٤٩٦. اهـ مختصرًا من معرفة القراء الكبار ١/ ٤٥٠ ترجمة (٣٨٩) وانظر: الغاية ١/ ٣١٦ ترجمة (١٣٩٢).
(٣) في الأصول كلمة (في) هنا وهي ليست في الوسيلة مع كون حذفها هو الأفصح إن لم يكن الصحيح.
(٤) كذا في (ز ٨) و (ص)، وفي (س) تحتمل "لم" وتحتمل "لما"، وفي (ز ٤) "وأما رآي"، وفي (بر ١) و (ل) "ولم راي".
(٥) (قرأ البصريان وحمزة والكسائي وخلف بوصل همز {أَتَّخَذْنَاهُمْ} على الخبر، والابتداء بكسر الهمزة، وقرأ الباقون بقطع الهمزة مفتوحة على الاستفهام). اهـ من النشر ٢/ ٣٦١ - ٣٦٢ وانظر: الكشف ٢/ ٢٣٣، والإقناع ٢/ ٧٤٨.
(٦) انظر: الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ٣٠٥.

<<  <   >  >>