للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بذلك على أن الكسرة مأخوذةٌ من الياء (١)، أو يكون الغرض بذلك الإعلام بأنهم (٢) يصورون الحركات بالحروف لأنه لم يكن لهم شكل، أو يكون رسمت في ذلك للإشباع بالحركة فيكون في ذلك تنبيه على إتمام اللفظ (٣)؛ وإنما فعلوا ذلك لينبهوا على ترك اختلاس الحركة، أو يكون الياء رسمت تقويةً للهمزة وبيانًا لها (٤).

ويجوز أن يكونَ الألف في كل ذلك زائدة، ويكونَ الياءُ صورةً للهمزة؛ وصُوِّرَتْ ياءً لأنها تُلَيَّن على ذلك -يعني تُسَهَّل-، وزيادة الألف قبلها بيانًا لها وتقويةً؛ كما زيدت لذلك في قول أصحاب المصاحف في {مِائَةٌ} و {مِائَتَيْنِ}، ويجوز أن يكون الألف أيضًا على هذا علامةً لإشباعِ فتحةِ ما قبلها (٥).

ويجوز أن يكون الألفُ صورةَ الهمزةِ، والياءُ أيضًا صورةً لها، إلا أنَّ الألف صورتُها في حال التحقيقِ، والياءَ صورتُها في حالِ التسهيل، أو يكونَ الألفُ صورةَ الهمزةِ في حالِ انفصالِها وتقديرِ الطَرَفِ (٦) فيها، والياءُ صورةً لها في حالِ اتصالِها وذلك أن الهمزةَ المتطرفةَ إذا وُقِفَ عليها وكان ما قبلها مفتوحًا صُوِّرَتْ بالحرف (٧) الذي منه الفتحةُ، وهو الألفُ سواء كُتِبَ في حالِ الوقفِ مخففًا أو محققًا، والياء صورتُها في الاتصال؛ لأن الهمزةَ المتوسطةَ


(١) هذا التعليل لا يستقيم مع زيادة الياء في بِأَيِّكُمُ و بِأَيْدٍ لكون الهمزة فيهما مفتوحة.
(٢) في جميع النسخ التسع "فإنهم"، والصواب ما أثبتناه من الوسيلة.
(٣) هنا سقط وهو كما في الوسيلة "بالحركة وتمكينه من غير إحداث ياءٍ في اللفظ" وبها يكون المعنى أوضح.
(٤) وهذا التعليل أيضًا لا يستقيم مع زيادة الياء في بِأَيِّكُمُ و بِأَيْدٍ لكون الهمزة فيهما مفتوحة.
(٥) وهذا التعليل أيضًا لا يستقيم مع زيادة الياء في بِأَيِّكُمُ و بِأَيْدٍ لكون ما قبل الألف مكسورًا.
(٦) في الوسيلة "التَّطَرُّف" وهو أوضح.
(٧) كذا في (ز ٨)، وفي (ز ٤) و (بر ١) و (ل) و (س) "بالحذف"، وفي (ص) "صورة بالحذف".

<<  <   >  >>