للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

القصص (١) والبقرة (٢) وغيرهما، (قال ابن مقسم: أما كتابتهم "فإن لم" فإنهم أثبتوا النون على الأصل لأنها "إن" التي تكون للجزاء اتصلت بها "لم"، قال: وحذفوها في الوجه الآخر على اللفظ بإخفائها، يعني: الإدغام، ثم قال: ومن العرب من يظهرها عند جميع الحروف يعني: النون كراهة لترك حرف من الكلمة، قال: والمحققون يستثقلون إظهارها، قال: وهو ضرب من الإدغام والتليين) (٣)، ثم قال (٤): و"إن لم" المفتوح همزة أن فاقطع، و"ما"؛ زائدةٌ (٥)، (وقيَّدَهُ بالفتح لئلا يُصَحَّفَ بالمكسورة) (٦)، "و أَمَّا "؛ أي: ولفظ أمَّا، "فَصِلْ" حالَ كونِ أمَّا متلبسًا بحركة الفتح، "قد نُبِرَا"؛ بألف الإطلاق على بناء المفعول؛ (أي رُفِع يعني رُوِيَ؛ مِنْ نَبَرْتُ الحديث رفعتُه إلى غيري مجازًا؛ أسندته، ومنه سمي المِنبر لارتفاعه) (٧) يعني "أمَّا فَصِل" سواءً ما في الأنعام أو غيره؛ لأنه أسند عمومه فلا يُحْمَل قول الأصل على الخصوص.

والمعنى: أن الرسوم اتفقت أيضًا على قطع "أن" المصدرية عن "لم" حيث وقعت نحو: {ذَلِكَ أَنْ لَمْ} [الأنعام: ١٣١] {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} [يونس: ٢٤] {أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} [البلد: ٧]، واتفقت أيضًا على وصل "أم" في


(١) قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ} [القصص: ٥٠].
(٢) وهي قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ} [البقرة: ٢٤] و {فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ} [البقرة: ٢٦٥] و {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: ٢٧٩] و {فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ} [البقرة: ٢٨٢].
(٣) ما بين القوسين من الوسيلة صـ ٤١٩.
(٤) أي: الناظم، وصنيع المؤلف موهم أنه من كلام ابن مقسم، وليس كذلك.
(٥) أي: و "ما" في قول الناظم (وما المفتوح همزتُه)؛ زائدةٌ.
(٦) ما بين القوسين منقول من الجميلة صـ ٣٣١.
(٧) ما بين القوسين منقول من الوسيلة صـ ٤٢١ بتصرف.

<<  <   >  >>