للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا يمكن للكاتب أن يجمعهما فكتب الكلمتين كلمة واحدة ليبقى هذا الاحتمال (١).


(١) لأنه لو كتبها (ويك أنَّ) فإنها لا تحتمل القول بأن أصلها (وي كأن) وإن كتبها بهذا لم تحتمل القول الآخر، ولا يمكن للكاتب أن يجمعهما فيكتب (و ي ك أنَّ)، ولا يمكن اعتبار القولين إلاَّ بوصلها كما هو مرسوم، وفي هذه الآية أقوال ذكرها ابن الجوزي في زاد المسير ٦/ ٢٤٦ - ٢٤٧ بقوله: (فأما قوله: (ويك) فقال ابن عباس: معناه: "ألم تر"، وكذلك قال أبو عبيدة والكسائي وقال الفراء: (ويك أن) في كلام العرب تقرير كقول الرجل أما ترى إلى صنع الله وإحسانه، - وذكر بيت زيد السابق- وقال ابن الأنباري في قوله: (ويكأنه) ثلاثة أوجه؛ إن شئت قلت (ويك) حرف و (أنه) حرف والمعنى ألم تر أنه والدليل على هذا قول الشاعر - وذكر بيت زيد السابق -، والثاني: أن يكون (ويك) حرفًا و (أنه) حرفًا والمعنى: ويلك اعلم أنه فحذفت اللام كما قالوا قم لا أباك يريدون لا أبا لك وأنشدوا: أبالموت الذي لابد أني ملاق لا أباكِ تخوفيني
أراد لا أبا لك فحذف اللام، والثالث: ان يكون (وي) حرفًا و (كأنه) حرفًا فيكون معنى (وي) التعجب كما تقول وي لم فعلت كذا وكذا، ويكون معنى كأنه أظنه وأعلمه كما تقول في الكلام كأنك بالفرج قد أقبل، فمعناه أظن الفرج مقبلا … وكان جماعة منهم يعقوب يقفون على (ويك) في الحرفين ويبتدؤون (أن) و (أنه) في الموضعين. وذكر الزجاج عن الخليل أنه قال: (وي) مفصولة من (كأن) وذلك أن القوم تندموا فقالوا (وي) متندمين على ما سلف منهم وكل من ندم فأظهر ندامته قال: (وي)، وحكى ابن قتيبة عن بعض العلماء أنه قال معنى (ويكأن) رحمة لك بلغة حِمْيَر).

<<  <   >  >>