للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي شرح السخاوي: (قد ذكر أبو عبيد في كتاب "القراءات" له لذلك حجة ودليلًا فإنه قال: اختلف القراء في الوقف على هذا الحرف؛ فقال بعضهم: يقف على {وَلَاتَ} ثم يبتدئ فيقول: {حِينَ مَنَاصٍ} على خطِّ الكتاب اليوم، قال: والذي عندنا فيه أن هذه حجةٌ لولا عدة حججٍ ترُدُّها: منها: أنا لا نجد في شيء من كلام العرب "ولات" إنما المعروف "ولا" فيبتدئ بـ"تحين".

والحجةُ الثانيةُ: أن تفسير ابن عباس يشهد لها وذلك أنه قال: "ليس حين نَزْوٍ (١) وفرار" (٢) وقد علم أنَّ "ليس" هي أخت "لا" و "لا" بمعناها (٣).

والثالثة: أن هذه التاء إنما وجدناها تلحق مع "حين" ومع الآن (٤) ومع أوان فيقال: كان هذا تحين كان ذاك، تَأَوَانَ ذلك ويقال: اذهب تَلْآنَ واصنع كذا وكذا، وقد وجدنا ذلك في أشعارهم وكلامهم؛ فمن ذلك قول أبي وَجْزَة (٥) السعدي من سعد بن بكر (٦):


(١) قال في اللسان ١٥/ ٣١٩: (هو الوثبان … وخص بعضهم به والوثب إلى وفوق .. يقال نزا ينزو نَزْوَاً وَنَزَاءًا وُنُزُوَّاً وَنَزَوَانًا).
(٢) في الأصل ترَوّ والتصويب من تفسير ابن جرير عند تفسير قوله تعالى: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} في سورة [ص: ٣] وقال القرطبي ١٥/ ١٤٥: (فأما إسرائيل فروى عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس: "ولات حين مناص" قال: ليس بحين نَزْوٍ ولا فرار) وهو كذلك في الوسيلة.
(٣) محصل استدلاله بكلام ابن عباس أنه جعل "ليس" من كلامه مكان "لا" فدلَّ ذلك عنده على أن "حين" من كلام ابن عباس مكان "تحين".
(٤) كذا في (بر ١) و (ز ٨) و (ز ٤) و (س) و (ل)، وفي (ص) "ومع اللات".
(٥) كأنها في (ق) "وجزة"، وفي (بر ١) و (ز ٤) و (س) و (ل) و (ص) و (بر ٣) و (ف) "وجرة"، وفي (ز ٨) "وحبرة".
(٦) يزيد بن عبيد أبو وجزة السعدي المدني، وردت عنه الرواية في حروف القرآن، روى الحروف عنه محمد بن يحيى بن قيس ومحمد بن إسحاق، توفي سنة ١٣٠. اهـ من الغاية ٢/ ٣٨٢ ترجمة (٣٨٧٨).

<<  <   >  >>